قال شيخنا أبو محمد ابن حبيب في تاريخه فقيه رئيس أشرق نجمه وأصاب الغرض سهمه وظهر فضله وعلمه وعلت همته وسما عزمه كان ذا نفس سخية وأخلاق رضية وتواضع وتلطف وميل إلى فعل الخير وتشوف كتب الحكم لبني العديم ولازم التحلي بعقد بيتهم النظيم وأحسن إلى ذوي الطلب ودرس بالجردكية الكائنة بحلب توفي في سنة أربع وأربعين وسبعمائة بحلب وقد جاوز ستين رسنة رحمه الله تعالى وفي هذه السنة كانت الزلزلة العظيمة المزعجة العميمة أخربت كثيرا من الأماكن ودخلت إلى مصر والشام وتواترت بعدها الزلازل مدة وفي ذلك يقول العالم الأديب زين الدين أبو حفص عمر ابن الوردي المعري من مقامة نعوذ بالله من شر ما يلج في الأرض وما يخرج منها ونستعينه في طيب الإقامة بها وحسن الرحلة عنها نعم نستعيذ بالله ونستعين من سم هذه السنة فهي أم أربعة وأربعين ذات زلزال بث في البلاد رجله وخيله وجزم برفع الأرض
Shafi 95