كان بدء أمري أني كنت معيدا بالمستنصرية ببغداد وكنت ألازم الصوم وكنت أفطر على المباحات التي ترتمي وأغسلها بالماء وأتناولها وكان خارج بغداد رجل صالح موؤله فكنت أجتمع به فحصل لي خير كثير وقد رأيت في معجم ابن مسدي ترجمة لهذا الشيخ فقال تفقه بالشام والعراق وتطور في الآفاق وسمع شيئا من الحديث بدمشق وحلب وبغداد ونزل مكة ولم يكن بالحافظ وحدث من غير أصول فوقع في أمور تنفصل جملتها عن هذه الفصول وقد أظهر التحلي بالتخلي وأشار إلى التجلي وله في كل مقام مقال ودعوى لا تقال لقيته بالحرم الشريف وأنست به لظاهره فلم يتفق لدى خبره مع مخابره ليس إلا طلب رئاسة ما يقتفيها ودعوى طريق ينتهيها وينتقيها يعظم الدنيا وأمراعها ويحتقر صعاليكها وفقراعها إلا من يصفق له حين رقصه ويكمل دعواه بنقصه أنشدنا لنفسه إن قلت في اللفظ هذا النطق يجحده او قلت في الأذن لم أسمغ له خبرا أو قلت في العين قال الطرف لم أره أو قلت في القلب قال القلب ما خطرا وقد تحيزت في أمري وأعجبه أن ليس أسمع إلا عنهم وأرى
Shafi 323