137

Dutsen Ma'adini

الدر المصون

Bincike

الدكتور أحمد محمد الخراط

Mai Buga Littafi

دار القلم

Inda aka buga

دمشق

منه حركتُها وهو الواو، وهو رأيُ سيبويه، ومذهبُ الأخفش قَلْبُها ياءً محضةً. وقد وَقَف حمزةُ على «مستهزئون» و﴿فَمَالِئُونَ﴾ [الصافات: ٦٦] ونحوهِما بحَذْفِ صورة الهمزة إتْباعًا لرسمِ المصحفِ.
قولُه تعالى: ﴿الله يَسْتَهْزِىءُ بِهِمْ﴾: «اللهُ» رفعٌ بالابتداء و«يَسْتَهْزىء» جملةٌ فعليةٌ في محلِّ خبرِه، و«بهم» متعلقٌ به، ولا محلَّ لهذه الجملة لاستئنافِها، «وَيَمُدُّهم» في محلِّ رفع أيضًا لعطفِه على الخبر وهو يستهزىء، و«يَعْمَهُوْن» في محلِّ الحالِ مِن المفعولِ في «يَمُدُّهم» أو من الضميرِ في «طغيانهم» وجاءت الحالُ من المضافِ إليه لأنَّ المضاف مصدرٌ. و«في طغيانهم» يَحتمُل أن يتعلَّقَ بيَمُدُّهم أَو بيَعْمَهون، وقُدِّم عليه، إلا إذا جُعِل «يَعْمَهون» حالًا من الضميرِ في «طُغْيانهم» فلا يتعلَّق به حينئذ لفسادِ المعنى. وقد مَنَع أبو البقاء أن يكونَ «في طُغيانهم» و«يَعْمَهون» حالَيْن من الضميرِ في «يَمُدُّهُمْ»، مُعَلِّلًا ذلك بأنَّ العاملَ الواحدَ لا يعملُ في حالين، وهذا على رأي مَنْ مَنَعَ مِنْ ذلك، وأمَّا مَنْ يُجيزُ تعدُّدَ الحالِ مع عدمِ تعدُّدِ صاحبِها فيُجيز ذلك؛ إلاَّ أنَّه في هذه الآية ينبغي أن يَمْنَعَ ذلك لا لِما ذكره أبو البقاء، بل لأنَّ المعنى يأبى جَعْلَ هذا الجارُّ والمجرورِ حالًا، إذ المعنى مُنْصَبٌّ على أنه متعلِّقٌ بأحدِ الفعلينِ، أعني يَمُدُّهُمْ أو يَعْمَهُونَ، لا بمحذوفٍ على أنه حالٌ.

1 / 148