369

Dutsen Da Aka Tsara

الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم

Nau'ikan

Fikihu Shia

وبتمام هذه الفصول يحصل المراد ويتم السؤال، ويستغنى عن ذكر فلان وفلان، وإن كان فيما مضى من زمانه وكان، وذلك بيان لا يفتقر إلى بيان، ونحن ممن لا يحب إظهار المخازي والمعائب، ولا حكاية النقائص والمثالب، وإن كانت معلومة بمشاهدة الحواس الناظرة، ومنقولة بالأخبار المتواترة، نسأل الله السلامة من مقتضيات الملامة والندامة.

الفصل الأول

اعلم أن العلم الذي لا يعمل به كالكنز الذي لا ينفق منه، ومجانبة العالم للعمل دليل على أن عقيدته فاسدة، وإيمانه مبني على غير قاعدة، فإن الخشية من الله على قدر معرفته ومراعاة العبد لطاعته على حسب عقيدته، ولهذا كان أشد الناس معرفة له أشدهم خوفا منه، كالملائكة " فقد ذهب بعض أئمتنا إلى أن معرفتهم لباري البرية معرفة ضرورية، وقد قال تعالى: ?يخافون ربهم من فوقهم?[النحل:50] وورد في خوفهم من الأخبار ما ورد من ذلك تضاؤل جبريل من خشية الله حتى يصير بعد العظم في غاية القماءة، وقال سبحانه وتعالى:?إنما يخشى الله من عباده العلماء? [فاطر:28]، فكل متسم بسمة العلم لا يخشى الله ولا يتقيه حق تقواه فليس من العلم في شيء.

قال جار الله: ومن ازداد به علما ازداد منه خوفا، ومن كان علمه به أقل كان آمن، وفي الحديث: «أعلمكم بالله أشدكم خشية»، انتهى.

Shafi 386