Dutsen Da Aka Tsara
الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم
Nau'ikan
وقوله: غاية ما تدل عليه سيرهم المباركة، إنهم لا يقولون بفسق نافي الإمامة، مجيبا بذلك على ما ذكره السيد، كلام خارج عن المعارضة والتحقيق، لأن مراد السيد أن مقتضى فعلهم من الثناء والمدح وتولي بعضهم بعضا يقتضي أن المسألة ظنية، إذ لو كانت عندهم قطعية ما فعلوا ذلك، وكأن المجيب لما لم يجد لكلام السيد أيده الله تعالى مدفعا، قابل كلامه بكلام، وإن لم يناسبه ولا كان له موضعا عملا منه بقول شاعرهم:
إذا لم يكن إلا الأسنة مركب
فلا رأي للمضطر إلا ركوبها
[ذكر بعض المتعارضين من الأئمة]
وليست المعارضة في الإمامة مقصورة على هؤلاء المذكورين، فإنها قد وقعت بين جم غفير وخلق كثير، ممن يعتد بهم، ويقطع بفضلهم وصلاحهم، قبل المعارضة وبعدها، منهم المشائخ الثلاثة، فإنهم أول من فتح باب المعارضة في الخلافة، وارتضع من الخلاف أخلافه، حيث تقدموا على الوصي عليه السلام وغصبوه حقه، وتولوا ما أمره إليه، وأخروه وهو الإمام المنصوص عليه، كما قيل:
علي أمير المؤمنين المعظم
تأخر بعد القوم وهو المقدم
ثم الإمامان الأعظمان الهادي إلى الحق، والناصر للحق، سلام الله عليهما، تعارضا وكان هذا داعيا باليمن، وهذا داعيا بالجيل والديلم.
Shafi 346