Dutsen Da Aka Tsara
الدر المنظوم الحاوي لأنواع العلوم
Nau'ikan
وتيقنا حين طالعناها، ووقفنا على ما كنا جاهلين له من معناها، بأن الله سبحانه قد خصه من العقل الذي جعله حجة على الأنام، ومحجة فارقة بين الخاص والعام، بأوفر الحظوظ والأقسام، وسألنا الله أن يؤيد ببقائه الملة والدين، ويشد بعنايته أزر الإسلام والمسلمين.
وما ذكره مولانا طالت أيامه من أنه يطلب مني الجواب بما يفتح مقفلها، ويكشف مشكلها، فأنى يكون ذلك، وأنا حينئذ ممن لم يقم في مهامة العلم سهمه، ولا ظهر في التحقيق بين العلماء فهمه وعلمه، بل بضاعتي في العلم بضاعة مزجاة ، وظلي فيه أقصر من ظل قطاه ، لكن مولانا المقام الأعظم رضي الله عنه لجلال قدره في العلم والتقوى، وإخلاصه لله تعالى في السر والنجوى، وسلامة قلبه المطهر من الأكدار، ظن بي خيرا، كما يظن الأخيار، فحملني على أحسن الأحوال، وشجعه ذلك بأن يوجه إلي السؤال، وذلك طريق آبائه" مع أنه أبقاه الله تعالى فارس هذا الميدان، والآخذ لقصبة السبق عند برهان، لكنني لما علمت عظم شأنه، وعلو قدره ومكانه، وكرم أخلاقه، وشرف أعراقه، وثقت بأنه إن اطلع على حسن أظهره ونشره، وإن عثر على عيب كتمه وستره، فشجعني ذلك على التزام طاعته، والتعويل على إجابته، وقد صدر طي هذه الخدمة ما يقف عليه مولانا أبقاه الله تعالى، هذا مع معرفتي بأني فيما صدر كمهدي التمر إلى هجر.
فمن كان في راد الضحى يبصر السهى(1)
درى في سواد الليل كم أنجم الشعرى
هذا ولمولانا الفضل بإبلاغ من عنده من الإخوان السلام الجزيل، وهم الجميع مسئولون الدعاء بالخاتمة الحسنى في المقر الأسنى.
تم ذلك، وهذا جواب الرسالة المذكورة للفقيه جمال الدين علي بن محمد البكري متع الله به.
Shafi 255