Durr Manthur
الدر المنثور في التفسير بالمأثور
Mai Buga Littafi
دار الفكر
Inda aka buga
بيروت
السَّيْل فَدَعَا عمر بِالنَّاسِ فَقَالَ: أنْشد الله عبدا علم فِي هَذَا الْمقَام
فَقَالَ الْمطلب بن أبي ودَاعَة: أَنا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ عِنْدِي ذَلِك قد كنت أخْشَى عَلَيْهِ هَذَا فَأخذت قدره من مَوْضِعه إِلَى الرُّكْن وَمن مَوْضِعه إِلَى بَاب الْحجر وَمن مَوْضِعه إِلَى زَمْزَم بمقاط وَهُوَ عِنْدِي فِي الْبَيْت
فَقَالَ لَهُ عمر: فاجلس عِنْدِي وارسل إِلَيْهِ
فَجَلَسَ عِنْده وَأرْسل فَأتي بهَا فَمدَّهَا فَوَجَدَهَا مستوية إِلَى مَوْضِعه هَذَا فَسَأَلَ النَّاس وشاورهم فَقَالُوا: نعم هَذَا مَوْضِعه
فَلَمَّا استثبت ذَلِك عمر وَحقّ عِنْده أَمر بِهِ فَاعْلَم بِبِنَاء ربضه تَحت الْمقَام ثمَّ حوّله فَهُوَ فِي مَكَانَهُ هَذَا إِلَى الْيَوْم
وَأخرج الْأَزْرَقِيّ من طَرِيق سُفْيَان بن عَيْنِيَّة عَن حبيب بن الأشرس قَالَ: كَانَ سيل أم نهشل قبل أَن يعْمل عمر الرَّدْم بِأَعْلَى مَكَّة فَاحْتمل الْمقَام من مَكَانَهُ فَلم يدر أَيْن مَوْضِعه فَلَمَّا قدم عمر بن الْخطاب سَأَلَ من يعلم مَوْضِعه فَقَالَ عبد الْمطلب بن أبي ودَاعَة: أَنا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قد كنت قدرته وذرعته بمقاط وتخوّفت عَلَيْهِ هَذَا من الْحجر إِلَيْهِ وَمن الرُّكْن إِلَيْهِ وَمن وَجه الْكَعْبَة
فَقَالَ: ائْتِ بِهِ
فجَاء بِهِ فَوَضعه فِي مَوْضِعه هَذَا وَعمل عمر الرَّدْم عِنْد ذَلِك قَالَ سُفْيَان: فَذَلِك الَّذِي حَدثنَا هِشَام ابْن عُرْوَة عَن أَبِيه أَن الْمقَام كَانَ عِنْد سقع الْبَيْت فاما مَوْضِعه الَّذِي هُوَ مَوْضِعه فموضعه الْآن وَأما مَا يَقُول النَّاس: إِنَّه كَانَ هُنَالك مَوْضِعه فَلَا
وَأخرج الْأَزْرَقِيّ عَن ابْن أبي مليكَة قَالَ: مَوضِع الْمقَام هَذَا هُوَ الَّذِي بِهِ الْيَوْم هُوَ مَوْضِعه فِي الْجَاهِلِيَّة وَفِي عهد النَّبِي وَأبي بكر وَعمر إِلَّا أَن السَّيْل ذهب بِهِ فِي خلَافَة عمر فَجعل فِي وَجه الْكَعْبَة حَتَّى قدم عمر فَرده بِمحضر النَّاس
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن عَائِشَة
أَن الْمقَام كَانَ فِي زمن رَسُول الله ﷺ زمَان أبي بكر ملتصقًا بِالْبَيْتِ ثمَّ أَخّرهُ عمر بن الْخطاب
وَأخرج ابْن سعد عَن مُجَاهِد
قَالَ عمر بن الْخطاب: من لَهُ علم بِموضع الْمقَام حَيْثُ كَانَ فَقَالَ أَبُو ودَاعَة بن صبيرة السَّهْمِي: عِنْدِي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ قدرته إِلَى الْبَاب وَقدرته إِلَى ركن الْحجر وَقدرته إِلَى الرُّكْن الْأسود وَقدرته إِلَى زَمْزَم فَقَالَ عمر: هاته
فَأَخذه عمر فَرده إِلَى مَوْضِعه الْيَوْم للمقدار الَّذِي جَاءَ بِهِ أَبُو ودَاعَة
وَأخرج الْحميدِي وَابْن النجار عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله ﷺ من طَاف بِالْبَيْتِ سبعا وَصلى خلف الْمقَام رَكْعَتَيْنِ وَشرب من مَاء زَمْزَم غفرت لَهُ ذنُوبه كلهَا بَالِغَة مَا بلغت
1 / 293