Durr Mandud
الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود
Mai Buga Littafi
دار المنهاج
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٦ هـ
Inda aka buga
جدة
إشعارا بما اختصّ به ﷺ من مزيد الفخامة «١» والكرامة وعلوّ القدر، كما أشير لذلك أيضا بقوله تعالى: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ ثم أكّد ذلك الإشعار ب (أل) التي هي للصلة «٢»؛ إشارة إلى أنه ﷺ المعروف الحقيق بهذا الوصف، المقدّم به على سائر الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
وفيه الهمز من النّبأ؛ أي: الخبر، فهو فعيل بمعنى فاعل أو مفعول؛ لأنه مخبر ومخبر عن الله ﷿.
وتركه من النّبوة وهي المكان المرتفع، لا الرفعة- خلافا لمن زعمه كالزّمخشريّ ومن تبعه، كما حقّقه صاحب «القاموس» - سمّي به لارتفاع مكانته عند ربّه تعالى، وبهما قرىء في السبع، وقرأ نافع بالهمز في جميع القرآن إلا في موضعين: إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِيِّ لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ، لكن قال سيبويه: الهمز رديء لقلة استعماله، لا لمخالفته القياس، ويؤيّده أن أعرابيا قال له ﷺ: يا نبيء الله- بالهمز- فقال ﷺ: «لست بنبيء الله، ولكن نبيّ الله» «٣»، وفي رواية «المستدرك» للحاكم: «لا يغيّر اسمي»، أي: لإيهامه خلاف المراد، وهو أنه أخرج من مكة إلى المدينة، من قولهم: نبأت من أرض إلى أرض إذا أخرجت منها إليها، ويؤيّد ذلك ما في رواية أنه لما أنكر عليه.. قال له: «إنا معشر قريش لا ننبر» «٤»، وأشار الزمخشريّ إلى أن سبب النهي أن عدم الهمزة يستلزم الرّفعة بخلاف الهمز؛ إذ ليس كل منبأ رفيع المحل، والأظهر الأول «٥» .
_________
(١) في هامش (ج): (الفخامة: عظم القدر) .
(٢) أي: (أل) التي هي اسم موصول، وهي التي تدخل على أسماء الفاعلين والمفعولين.
(٣) أخرجه الحاكم (٢/ ٢٣١)، والديلمي في «الفردوس» (٥٢٨٤) .
(٤) النبر في الكلام: الهمز، نبرت الحرف أي: همزته.
(٥) قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتابه «المنح المكية في شرح الهمزية»: (ونهيه-
1 / 55