Durr Mandud
الدر المنضود في الصلاة والسلام على صاحب المقام المحمود
Mai Buga Littafi
دار المنهاج
Lambar Fassara
الأولى
Shekarar Bugawa
١٤٢٦ هـ
Inda aka buga
جدة
[المسألة] الخامسة:
في بيان ألفاظ مرّت في صلاة التشهد:
منها: [معنى قوله: (اللهم)]
(اللهم) كلمة كثر استعمالها في الدعاء، وهي بمعنى: يا ألله، ف (الميم) عوض عن (يا)، ومن ثمّ لا يجمع بينهما إلا نادرا، ولا يقال:
اللهم عفو، بل اعف، أو عفوا بالنصب، وقيل: ميمها ك (واو) الجمع؛ أي: يا من اجتمعت له الأسماء الحسنى، وشدّدت لتكون عوضا عن علامة الجمع، ومن ثمّ جاء عن الحسن البصري: أنها مجتمع الدعاء، وعن النضر بن شميل: من قالها.. فقد سأل الله تعالى بجميع أسمائه، وعن أبي رجاء: أن في مادتها تسعة وتسعين اسما من أسمائه تعالى.
[معنى قوله: (محمد)]
و(محمّد): علم منقول من اسم مفعول المضعّف، لمن كثرت خصاله المحمودة، وقد كثرت محامده ﷺ حتى صار هو صاحب المقام المحمود، الذي يغبطه به الأولون والآخرون، ويحمده فيه أهل الموقف كلّهم، فجمعت له معاني الحمد وأنواعه، وجعل لواؤه ﷺ لواء الحمد، وهو اللواء الجامع الذي دخل تحته آدم ومن دونه، ومما يدل على عظم موقعه: أنه تعالى يلهمه نبيّه ﷺ حين يخر ساجدا.
ولم يسمّ ب (أحمد) أحد قبله ﷺ ولا ب (محمد)، لكن لما شاع قبيل ولادته ﷺ أن نبيا يبعث اسمه محمد.. سمّى قوم من العرب أبناءهم بذلك؛ رجاء أن يكون أحدهم هو، والله أعلم حيث يجعل رسالته، وعدتهم خمسة عشر، خلافا لما في «الشفا» و«الروض» «١»، وفيه كبقية أسمائه ﷺ أبحاث بينت المهم
_________
(١) قال الإمام محمد بن يوسف الصالحي الشامي في «سبل الهدى والرشاد» (١/ ٥٠٣): (والذين سمّوا محمدا في الجاهلية دون العشرين، وحمى الله تعالى هؤلاء أن يدّعي أحد منهم النبوة، أو يدعيها أحد له، أو يظهر عليه شيء من سماتها، حتى تحققت لنبينا ﷺ وذكرهم ستة عشر: -
1 / 117