منزلته وفضله:
قال السخاوي عنه: «وبالجملة، فهو إمامٌ مفنن، متميزٌ في الأصلَين والفقه، مديمُ العلم والجمع والتأليف، متوجِّهُ للعبادة والمباحثة والمناظرة، قويُّ الجلادة، طلق العبارة، مع قوة ويقين، وربما أداه البحث إلى مخاشنةٍ مع المبحوث معه. وعلى كل حال، فهو فريد في مجموعه» اهـ.
وقال ابن العماد: «نزيل المدينة المنوّرة وعالمها ومفتيها ومدرّسها ومؤرخها، الشافعي الإِمام القدوة الحجة المفنن ... وكان على خير کثیر» اهـ.
طلبه للعلم:
نشأ بسمهود، وحفظ القرآن، و«المنهاج» للنووي، وكتباً أخرى. ولازم والده حتى قرأ عليه «المنهاج» - بحثاً مع شرحه للمَحلّ - و«شَرْح البهجة»، و«جمع الجوامع»، وغالب «ألفية ابن مالك»، وسمع عليه بعض کتب الحدیث.
قدم القاهرة غير مرة، أولها سنة (٨٥٣هـ)، ولازم أوّلاً الشمس الجوجري في الفقه وأصوله والعربية، وقرأ على الجلال المَحّي بعض شرحيه على «المنهاج» و«جمع الجوامع».
ولازم الشرف المُنَاوي، وقرأ عليه الكثير، وألبسه خرقة التصوف. وقرأ على النجم ابن قاضي عجلون تصحيحه لـ«المنهاج»، وعلى الشمس اليامي «تقاسیم المنهاج» وغيره.
وعلى الشيخ زكريا في الفقه والفرائض، وأذن له في الإِفتاء، هو والمحلّي والمُنَاوي.