وضمّنه أمرًا يخالف الشرع، فما كان من الكوراني إلا أن مزق الكتاب، وضرب الخادم، فاشمأز السلطان لذلك، فعزله، ووقع بينهما منافرة أدت إلى رجوع الكوراني إلى مصر، وقد سبق بيان ذلك في رحلاته.
٤ - توليته قضاء بروسا مرة أخرى:
ولمّا عاد الكوراني من مصر إلى الروم بطلب من السلطان محمد خان، ولاه قضاء بروسا ثانية، ودام على ذلك مدة، ينفذ فيها أحكام الله تعالى دون محاباة، أو مجاملة.
٥ - تقليده منصب الفتوى:
لمّا أخذ منه القضاء قلده السلطان الفتوى العامة في البلاد، وهذا المنصب لا يتولاه إلا من بلغ بين أقرانه مرتبة في العلم يشار إليه بالبنان، والكوراني كان كذلك.
وعين له السلطان كل يوم مائتى درهم، وفي كل شهر عشرين ألف درهم، وفي كل سنة خمسين ألف درهم سوى ما يبعث إليه من الهدايا والتحف والعبيد والجواري، وعاش في نعمة، وعيش رغد، وكان ذلك سببًا في إنتاجه العلمى، فألف، وصنف كتبًا نافعة في فنها وموضوعها (١) وسيأتي بيانها في البحث الذي يخصها إن شاء الله تعالى.
_________
(١) راجع: الضوء اللامع: ١/ ٢٤٢، ونظم العقيان: ص/ ٣٩، والشقائق النعمانية: ص/ ٥٢ - ٥٣، والبدر الطالع: ١/ ٤٠ - ٤١، والفوائد البهية: ص/ ٤٨.
1 / 66