المبحث الأول رحلاته في طلب العلم والتعليم
سبق أن ذكرت أنه نشأ في قريته كوران، فحفظ القرآن، وتلاه للسبع، ومهر في النحو، وعلم المعاني، والبيان، والعروض، وتميز في الأصلين، والمنطق، وغير ذلك من العقليات، وبرع في الفقه الشافعي، وقد أجازه علماء عصره في العلوم إلى سبق ذكرها، كما أجازه الحافظ في الحديث رواية ودراية، وسيأتي بيان ذلك في الكلام على شيوخه.
ولقد كان لشمس الدين عدة رحلات:
والرحلة - في الطب - مفيدة، لأن البشر يأخذون معارفهم وأخلاقهم تارة بالعلم والتعليم، وتارة بالمحاكاة والتلقين المباشر، فالرحلة في طلب العلم لاكتساب الفوائد لا بد منها (١).
وإليك بيان الرحلات التي قام بها الإمام الكوراني:
الرحلة الأولى: كانت من بلده كوران إلى (حصن كيفا) (٢)،
_________
(١) راجع: كشف الظنون: ١/ ٤٢.
(٢) ويقال: كيبا: وهي بلدة وقلعة عظيمة مشرفة على دجلة، بين آمد، وجزيرة ابن عمر من ديار بكر، وكانت ذات جانبين، وعلى دجلتها قنطرة عظيمة.
راجع: مراصد الاطلاع: ١/ ٤٠٧، ٣/ ١١٩٢.
1 / 31