/ بسم الله الرحمن الرحيم 2أ
يا مسهل
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، وجعله معجزا لجميع العباد من الأعاجم والأعراب ، وافتتحه بما تحيرت فيه أولو الألباب من الأحرف النورانية ، والألفاظ العربية العجاب ، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد ، الذي أرسله الله إلى جميع المخلوقات ؛ فنطق بأفصح خطاب ، وأحسن جواب ، وعلى آله أولي الفصاحة والبراعة والبلاغة والرأي المستطاب ، آمين .
أما بعد ...
فيقول العالم العلامة ، الحبر الفهامة ، شيخنا الشيخ أحمد السجاعي الشافعي : هذا شرح للطيف للأبيات التي نظمتها في إعراب فواتح القرآن الشريف على وجه مختصر ، واضح البيان ، لخصته من تفسير القاضي البيضاوي كأصله على طريق منيف ، وزدته شيئا من حواشيه وغيرها كالإتقان ، وبعض خواص يتم المراد بها لمن وفقه الرحمن ، وسميته الدرر في إعراب أوائل السور ، جعله الله خالصا لوجهه الكريم ، ونفعني والمسلمين به النفع العميم ، آمين .
وقد قلت بعد البسملة والحمدلة :
فواتح قرآن كصاد : بالجر والتنوين ، وصاد الذي في القرآن إن قصد به اسم السورة فممنوع من الصرف ، ويجوز أن يحكى ، ومثله : ( ق ) و( ن ) و(حم) و( طس ) ، وقرأ الحسن صاد ، على أنه أمر من المصاداة بمعنى المعارضة المقابلة ، أي عارض القرآن بعملك ، وقرئ بالفتح لذلك ، أو لحذف حرف القسم ، وايصال فعله إليه ، أو إضماره ، والفتح في موضع الجر ، فإنها غير مصروفة ؛ لأنها علم السورة ، كما مر ، وقرئ بالجر على تأويل الكتاب ، قال شيخ الإسلام في شرح الروض: وإذا كتبت في المصحف كتبت حرفا واحدا ، / وأما في غيره فمنهم من يكتبها كذلك، ومنهم من يكتبها باعتبار اسمها2ب ثلاثة أحرف ، انتهى .
Shafi 1
وقد أورد الله سبحانه وتعالى في هذه الفواتح أربعة عشر اسما ، وهي نصف أسامي حروف المعجم ، إن لم تعد فيها الألف حرفا برأسها ، في تسع وعشرين سورة بعددها إذا عد فيها الألف ، وهي : سورة البقرة ، وآل عمران ، والأعراف ، ويونس ، وما بعدها إلى الحجر ، ومريم ، وطه ، والطواسين ، والعنكبوت ، وما بعدها إلى السجدة ، ويس ، و( ص ) ، والحواميم السبعة ، و( ق ) ، و( ن ) ، ثم إنه ذكرها مفردة ، وثنائية ، وثلاثية ، ورباعية ، وخماسية ، ايذانا بأن المتحدى به مركب من كلماتهم التي أصولها كلمات مفردة ومركبة من حرفين فصاعدا إلى خمسة ، وذكر ثلاث مفردات في ثلاث سور ، وأربع ثنائيات في تسع سور ، وثلاث ثلاثيات في ثلاث عشرة سورة ، ورباعيتين ، وخماسيتين ، وقد بين القاضي توجيه ذلك في تفسيره ، وخبر المبتدأ هو قولي : جرى بها : أي فيها ، خلاف : أي اختلاف بين العلماء ، وقد شرعت في تفصيله ، فقلت : فمعناه حروف (¬1) :
Shafi 2
فقوله تعالى : [ الم ] وسائر الألفاظ التي يتهجى بها أسماء ، مسمياتها الحروف التي يتركب منها الكلم ، كما أن حروف ، وضرب مثلا : ض ر ب ، مسميات أسماؤها : الضاد والراء والباء ، قال الخليل يوما لأصحابه : كيف تنطقون بكاف ذلك وباء ضرب ، فقالوا نقول : كاف با ، فقال إنما نطقتم بالاسم دون الحرف المسمى ، وهو كه وبه ، وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة ، والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول الم حرف ، بل ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ) فقال الرازي : سماه حرفا مجازا ، تسمية للاسم باسم المسمى ؛ لتلازمهما ، انتهى، والمعنى على هذا القول : إن هذا المتحدى به مؤلف من جنس / هذه الحروف ، أو المؤلف منها كذا ، بلا مرا : أي جدال ، قال في المصباح : ماريته مماراة ، ومراء جادلته ، ويقال : ماريته أيضا إذا طعنت في قوله تزييفا للقول ، وتصغيرا للقائل ، ولا يكون المراء إلا اعتراضا ، بخلاف الجدال فإنه لا يكون ابتداء واعتراضا ، انتهى .
Shafi 3
فائدة : قال الشهاب ابن حجر في شرحه على العباب : وقع في فتاوى السبكي الميل إلى حرمة المشي والجلوس على بساط فيه أشكال حروف المعجم ، واستدل بأدلة ، قال هو إنها ليست بالقوية التي يعتمد عليها وحدها ، ثم ذكر تلك الأدلة الضعيفة ، وما يتفرع عليها من عدم الجواز ودلالته تنبئ عن الاستناد لتلك الأدلة ، كما يعلم لمن تأملها حق التأمل ، ولم يتأمل بعضهم كلامه فنسب إليه الجزم بالتحريم ، وليس كما زعم ، وأغرب من لا يعتد به ، فأخذ من تلك الأدلة أن كل كتابة يحرم امتهانها ، وإن دلت على قبيح ، وهذا زعم باطل ، فقد جوزوا الاستنجاء الذي لا غاية في الامتهان به بنحو الفلسفة ، ويلزم على ذلك بطلان تقييدهم جزمه الاستنجاء بما كتب عليه اسم معظم ، ولا قائل بذلك ، وإذا خرج نظم القرآن عما يجب له من الاحترام والتعظيم بقصده لغير الدراسة فما ظنك بالحروف وأشكالها ، ولا نظر لتألف كلام الله ورسوله منها ، لأن ذلك لا يقتضي ثبوت الاحترام لها إلا بعد ذلك التألف لا قبله ، وقول السبكي : لا يمتنع القول بتحريم الدوس على نحو ورقة بيضاء ؛ لأنها خلقت لأن يكتب فيها القرآن والحديث والعلم النافع ، وهم لتصريحهم بحل الاستنجاء بالورق الأبيض إذا كان فارغا ، وزعمه أنها خلقت لذلك ، وأن الحروف خلقت لأن ينتظم منها كلام الله ونحوه ، لا يصح إلا إن ورد نص بذلك ؛ لأن هذا ليس مما يستقل العقل به ، على أن استعمال الشيء في غير ما خلق له لا يطلق القول بتحريمه ، فقد نصت آية النحل على أن الخيل / خلقت للركوب ، وفي كتب الحنابلة يحل 3 ب الانتفاع بالحيوان في غير ما خلق له ، أي غالبا ، كركوب البقر ، والحمل عليها واستعمال الإبل والحمير في الحرث ، انتهى ، وقواعدنا لا تابى ذلك ، ويلزمه تحريم دوس نحو الأدوية ، والأقلام ؛ لأنها على رأيه خلقت لأن يكتب بها ، نحو القرآن ، والقول به بعيد ، وقول بعض الحنفية : لا ترمين براية القلم المستعمل ؛ لاحترامه ، يحمل على أن ذلك لا ينبغي ، لا على الحرمة , انتهى ملخصا ، وقيل : هذه الفواتح ، اسم : أي أسماء ، قرآن : أي أن فاتحة كل سورة ابتدأت بنحو هذه الأحرف ، اسم للقرآن بتمامه ، ولذا أخبر عنها بالكتاب في قوله تعالى : [ الر كتاب أنزلناه ] والقرآن في قوله : [ الر تلك آيات الكتاب وقرآن مبين ] ، والمراد بالقرآن مجموعه ، لا القدر المشترك لاتحاد الاسم فيه والمسمى ، ولا ضرر في تعدد الاسم ؛ لأنه يدل على شرف المسمى ، أو بالروح ، أي وقيل : هذه الفواتح ، سما سورة ، أي كل سورة بدئت بما ذكر ، وهو قول أكثر المتكلمين ، ونقض بأمور أحسنها أن أسماء السورة توقيفية ، ولم يرد مرفوعا ، ولا موقوفا عن أحد من الصحابة ، ولا من التابعين أن هذه أسماء للسور ، فوجب إلغاء هذا القول ، ونقضه الرازي أيضا بأنها لو كانت أسماء لوجب اشتهارها بها ، وقد اشتهرت بغيرها ، كسورة البقرة ، وآل عمران ، وقيل : هذه الفواتح اسم مولانا المصور للورى ، أي الخلق ، قاله ابن عباس ، ويدل عليه ما رواه ابن ماجة في تفسيره أن عليا رضي الله عنه كان يقول : يا كهيعص ، يا حم عسق اغفر لي ، قال البيضاوي : ولعله أراد يا منزلها ، قال شيخ الإسلام زكريا : ولا ينافي هذا قول من قال إن معناه يا من يجير ولا يجار عليه ؛ لاتحادهما معنى وإن اختلفا لفظا ، كما في قوله تعالى : [ أولئك عليهم صلوات / من ربهم ورحمة ] وقيل : هذه الفواتح ، اقتطاع : أي مقتطعة 4 أمن سماه ، بتثليث السين ، أي أسماء لربنا : كما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : الألف : آلاء الله ، واللام : لطفه ، والميم : ملكه ، وعنه أن الر ، وحم ، ون مجموعها الرحمن ، وعنه أن الم معناه أن الله أعلم ، ونحو ذلك في سائر الفواتح ، وعنه في كهيعص : كبير ، هاد ، أمين ، عزيز ، صادق ، وعنه أن الألف من الله ، واللام من جبريل ، والميم من محمد ، أي القرآن منزل من الله ، بلسان جبريل ، على محمد صلى الله عليه وسلم ، ورد هذا القول بأن كلام ابن عباس رضي الله عنهما ليس تفسيرا ، ولا تخصيصا بهذه المعاني دون غيرها ، إذ لا مخصص لفظا ومعنى ، بل هو تنبيه على أن هذه الحروف منبع الأسماء ، ومبادئ الخطاب ، وتمثيل بأمثلة حسنة ، ألا ترى أنه عدد كل حرف من كلمات ، وقيل : ما افتتح به ، مزيد : أي زائد للتنبيه ، والدلالة على انقطاع كلام واستئناف آخر كاسم صوت لمن درى : ورد بأن هذه الألفاظ لم 000 (¬1) مزيدة للتنبيه ، والدلالة على الانقطاع ، والاستئناف يلزمها وغيرها من حيث إنها فواتح السور ، ولا يقتضي ذلك أن لا يكون لها معنى في حيزها ، وقيل : ما افتتح به ، اسم أعداد لمدة أمة وآجالهم : جمع أجل ، فاحفظ كما قد تقررا : قاله أبو العالية متمسكا بما روي أنه صلى الله عليه وسلم لما أتاه اليهود، ولا عليهم : الم البقرة حسبوه ، وقالوا : كيف ندخل في دين مدته أحد وسبعون سنة فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : تحصل غيره ، فقال : المص ، و( الر ) و( المر ) ، فقالوا خلطت علينا ، فلا ندري بأيها نأخذ ، فإن تلاوته إياها بهذا الترتيب عليهم ، وتقريرهم على استنباطهم دليل على ذلك، وهذه الدلالة ، وإن لم تكن عربية لكنها لاشتهارها فيما بين الناسحتى العرب ، تلحقها بالمعربات كالمشكاة ، والسجيل ، والقسطاس ، ورد هذا بأنه لا دليل في الحديث لجواز أنه صلى / الله عليه وسلم تبسم تعجبا من جهلهم ، 4ب وفي الأربع الأقوال الأولى بالنقل ، وهي أن معناها الحروف ، أو أسماء قرآن ، أو أسماء السور ، أو أسماء الله عز وجل ، محلها : أي الفواتح ، له الرفع عن بدء وعنه: الواو بمعنى أو ، أي أو فأخبرا : عنه ، وحاصله أن ( الم ) مثلا إما مرفوعا بالابتداء ، وذلك الكتاب خبره ، أو خبر لمبتدأ محذوف ، أي هذا ( الم ) وهذا في غير المعنى الأول ، أما هو فإنه قدره بالمؤلف من هذه الحروف ، كان في حيز الرفع بالابتداء أو الخبر ، وإن جعلته مقسما بها ، أقسم الله بها ؛ لشرفها لأنها مباني كتبه المنزلة ، وأسمائه الحسنى ، وصفاته العليا ، وأصول كلام الأمم، كان كل كلمة منها منصوبا ، أو مجرورا على اللغتين في الله لأفعلن ، كما أفاده القاضي ، قال سيخ الإسلام ، وخرج بقوله : فإن قدرت بالمؤلف ألخ ، ما إذا أبقيت على معانيها من غير زيادة ، فهي موقوفة ، خالية عن الإعراب ، انتهى ، وقد اختلف في أن الأسماء قبل التركيب معربة أو مبنية ، أو لا ، والأقوال ثلاثة ، أو انصب بفعل للقسم على طريقة الله لأفعلن بالنصب ، أو فعل غير القسم ، نحو اقرأ ، أو اقرأ الم أو انصب بإسقاط خافض أو اجرر بحرف للقسم مضمر كن لذا متبصرا أي متفكرا متأملا ، والتلفظ بالكل على وجه الحكاية ساكنة الأعجاز إلا أن ما كانت مفردة مثل هارون يتأتى فيها الإعراب اللفظي أيضا ، وكذا ما وازن منها المفرد ، نحو : حم ، ويس ، وطس ، فإنها موازنة لقابيل ، وأما ما عدا ذلك ، نحو كهيعص ، فليس فيه إلا الحكاية ، قال شيخ الإسلام : ومحل تأتي ما ذكر في غير القرآن ، إذ القرآن لا يغير عن وضعه ، ولا حكاية فيه ، ويحتمل أن يكون قرئ بذلك شاذا ، وهو في غاية البعد ، انتهى / وقال السيوطي في حاشيه على البيضاوي : اعلم أن للرفع وجهين ، 5 أوللنصب وجهين ، وللجر وجها واحدا ، فوجها الرفع إما أن يكون ( الم ) مبتدأ ، وذلك الكتاب خبر ، وإما أن يكون خبر مبتدأ محذوف ، أي هذه ( الم ) ، وأما وجها النصب فإما على المفعولية ، تقديره اقرأ أو اتل ( ألم ) ، وإما بحذف حرف القسم على رأي من نصب به ، وأما الجر فبتقدير حذف حرف القسم ، والجر به ، وقال الكواشي : ( الم ) تام إن رفعته ابتداء أو خبر ابتداء ، أو نصبته بمضمر تقديره هذه ( الم ) أو ( الم ) هذه ، أو اقرأ ( الم ) لأنه يصير جملة مستقلة ، وكذلك يتم إن جعل كل حرف منها من كلمة ، تقديره أنا الله أعلم ، وغير جائز إن جعل ( الم ) مبتدأ ، خبره ذلك الكتاب ، أو جعلته خبرا مقدما عنه ، انتهى .
ولا تعربن أنت الفواتح فيما سوى ذي : أي هذه الأقوال الأربعة من بقية الأقوال ، بل اسردن : قال في المصباح : سردت الحديث سردا من باب قتل ، أتيت به على الولاء ، انتهى . بل ائت بها معدودة ، ويوقف عليها وقف التمام إذا قدرت ، بحيث لا تحتاج إلى ما بعدها ، وليس شيء منها آية عند غير الكوفيين ، وأما عندهم ف ( الم ) في مواقعها ، و( المص ) و( كهيعص ) ، و( طه ) و( طسم ) و( يس ) و( حم ) آية ، و( حم عسق ) آيتان ، والبواقي ليست بآيات ، وهذا توقيفه لا مجال للقياس فيه ، كذا قال البيضاوي ، قال شيخ الإسلام : والذي يفهمه كلام المرشد أن الفواتح كلها آيات عندهم ، في جميع السور ، انتهى .
Shafi 8
كما جاء تفسير : بوزن تفعيل ، من الفسر ، وهو البيان والكشف ، وهل هو بمعنى التأويل أو غيره قولان ، وعلى الثاني فالتفسير بيان لفظ لا يحتمل إلا وجها واحدا ، والتأويل توجيه لفظ متوجه إلى معان مختلفة ، إلى واحد منها بما ظهر من الأدلة من الأول ، وهو الرجوع ، فكأنه صرف الآية إلى ما تحتمله من المعاني / وقال الراغب : التفسير أعم من التأويل ، 5 ب وأكثر استعماله في الألفاظ ومفرداتها ، وأكثر استعمال التأويل في المعاني والجمل ، وأكثر ما يستعمل في الكتب الإلهية ، والتفسير يستعمل فيها ، وفي غيرها ، وقيل غير ذلك ، وقد أجمع العلماء على أن التفسير من فروض الكفايات ولا يجوز بمجرد الرأي والاجتهاد من غير أصل، وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( من تكلم في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ) ، أي من تكلم فيه بمجرد رأيه ، ولم يعرج على سوى لفظه ، فقد أخطأ الطريق ، وإصابته اتفاق ، إذ الفرض أنه مجرد رأي ، لا شاهد له ، قاله في الإتقان ، وقولي : لقاض : المراد به المحقق ناصر الملة والدين أبو الخير عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي البيضاوي ، نسبة إلى البيضاء ، قرية من أعمال شيراز ، كان إماما في فقه الشافعي ، له فيه مؤلف سماه الغاية القصوى ، وله مؤلفات كثيرة ، منها : التفسير ، وهو المشهور ، وهو أجلها ، ومنهاج الأصول ، وشرحه ، وشرح مختصر ابن الحاجب ، وشرح المنتخب للرازي ، والطوالع ، والإيضاح في أصول الدين ، وغير ذلك ، توفي في شهر جمادى الأولى ، سنة تسعة عشر وسبعمائة تقريبا على الصحيح ، خلافا لمن قال إنه توفي سنة خمس وثمانين وستمائة ، ودفن بتبريز كما ذكره الشهاب ، وقولي : محررا : أي مهذبا ، وفي المصباح المنير ما نصه : ( حم ) إن جعلته اسما للسورة أعربته إعراب ما لا ينصرف ، وإن أردت الحكاية بنيت على الوقف ، كما سيأتي في ( يس )، ومنهم من يجعلها اسما للسور كلها ، والجمع : ذات حم ، وال حم ، ومنهم من يجعلها اسما لكل سورة ، فجمعها حواميم ، وقال : يس تعربه إعراب ما لا ينصرف إن جعلته اسما للسورة ،لأن وزن فاعيل ليس من أبنية العرب ، فهو بمنزلة هابيل ، وقابيل / ويجوز أن يمتنع للتأنيث والعلمية ، وجاز أن يكون مبنيا على الفتح 6أ لالتقاء الساكنين ، واختير الفتح لخفته كما في أين وكيف ، وتبنيه على الوقف إن أردت الحكاية ، ومثله في التقديرات ( حم ) و( طس ) انتهى .
وأرجح أقوال بها : أي ارجح الأقوال في الفواتح أنها متشابه : وقد اختلف في وقوع المتشابه في القرآن ، فقيل : كله محكم ، لقوله تعالى : [ كتاب أحكمت آياته ] ، وقيل : كله متشابه ، لقوله تعالى : [ كتابا متشابها ] ، والصحيح انقسامه إلى محكم ومتشابه ، لقوله تعالى : [ هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب ، وأخر متشابهات ] ، وأجيب عن الآيتين بأن المراد بإحكامه إتقانه ، وعدم تطرق النقص والاختلاف إليه ، وبمتشابهه كونه يشبه بعضه بعضا في الحق والصدق والإعجاز ، وقد اختلف في تعيين المحكم والمتشابه على أقوال ، فقيل : المحكم ما عرف المراد منه إما بالظهور ، وإما بالتأويل ، والمتشابه ما استأثر الله بعلمه كقيام الساعة ، وخروج الدجال والحروف المقطعة في أوائل السور ، وإلى هذا أشرت بقولي : بها استأثر ، أي انفرد به الله العليم ، من غير مشاركة له فيه بلا امترا : أي شك ، قال في المصباح : امترى في أمره شك ، انتهى .
Shafi 10
وقيل في المحكم ما وضح معناه ، والمتشابه نقيضه ، وقيل : المحكم مالا يحتمل من التأويل إلا وجها واحدا ، والمتشابه : ما احتمل أوجها ، وقيل : ما كان معقول المعنى ، والمتشابه بخلافه كأعداد الصلوات ، اختصاص الصوم في رمضان دون شعبان ، قاله الماوردي ، ونقله الحافظ السيوطي في الإتقان ، وزاد أقوالا أخر ، ثم قال فيه : واختلف هل المتشابه مما يمكن الاطلاع على علمه أو لا يعلمه إلا الله تعالى على قولين منشاؤهما / الاختلاف في قوله 6 ب تعالى : [ والراسخون في العلم ] هل هو معطوف على الجلالة ، ويقولون : حال أو مبتدأ خبره يقولون ، والواو للاستئناف ، وعلى الأول طائفة يسيرة ، واختاره النووي ، فقال : إنه الأصح ؛ لأنه يبعد أن يخاطب الله عباده بما لا سبيل لأحد من الخلق إلى معرفته، وقال ابن الحاجب : إنه الظاهر ، وعلى الثاني الأكثرون ، انتهى ملخصا .
قال العلم السخاوي : المروي عن الصدر الأول في التهجي أنها أسرار بين الله وبين نبيه صلوات الله وسلامه عليه ، وقد يجري بين المحترمين كلمات معميات تشير إلى سر بينهما ، وتفيد تحريض الحاضرين على استماع ما بعد ذلك ، وهذا معنى قول السلف : حروف التهجي ابتلاء لتصديق المؤمنين ، وتكذيب الكافرين ، هذا وهي أعلام توقظ من رقدة الغفلة بنصح التعليم ، وتنشط في إلقاء السمع على شهود القلب للتعظيم ، انتهى .
Shafi 11
وهذا هو ما ترجاه البيضاوي في قوله : وقيل إنها سر استأثر الله بعلمه ، وقد روي عن الخلفاء الأربعة ، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم ما يقرب منه ، ولعلهم أرادوا أنها أسرار بين الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ، ورموز لم يقصد بها إفهام غيره ، إذ يبعد الخطاب بما لا يفيد ، انتهى . أي وليس المراد أن المولى عز وجل انفرد بعلم ذلك كما قد يقتضيه لفظ استأثر إفادة في شرح المواهب ، وقال في المواهب : اعلم أن كل سورة بدء الله فيها بحروف التهجي كان أوائلها الذكر ، أو الكتاب ، أو القرآن إلا نون ، ثم إن في ذكر هذه الحروف في أوائل السور أمور تدل على أنها غير خالية عن الحكمة ، لكن علم الإنسان لا يصل إليها إلا أن كشف له سر ذلك ، انتهى . وقوله إلا نون ، أي فليس ذلك في أوائلها / صريحا ، فلا ينافي ما قيل إن يسطرون معناه يكتبون القرآن وغيره 7أ فتكون ( ن ) لغيرها ، كما أفاده شارحه ، ونقل الواحدي عن بعض أرباب الحقائق أن هذه الأحرف جعلها الله تعالى حفظا للقرآن من الزيادة والنقصان ، وهو المشار إليه بقوله : [ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ] انتهى .
وقد ذكر العلماء لوقوع المتشابه في القرآن فوائد منها أنه يوجب مزيد المشقة في الوصول إلى المراد منه ، وزيادة المشقة توجب مزيد الثواب ، ومنها أن القرآن لو كان كله محكما لما كان مطابقا إلا لمذهب واحد ، وكان بصريحه مبطلا لكل ما سوى ذلك المذهب ، وذلك مما ينفر أرباب سائر المذاهب عن قبوله عن النظر فيه ، والانتفاع به ، ومنها أن القرآن إذا كان مشتملا على المتشابه افتقر إلى العلم بطريق التأويلات ،وترجيح بعضها على بعض ، وافتقر في تعلم ذلك إلى تحصيل علوم كثيرة من علم اللغة والنحو والمعاني والبيان ، وأصول الفقه ، ولو لم يكن الأمر كذلك لم يحتج إلى تحصيل العلوم الكثيرة .
Shafi 12
فائدة : قال الشافعي رضي الله عنه : لا يحل تفسير المتشابه إلا بسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو خبر عن أحد من أصحابه ، أو إجماع ، نقله كله في الاتقان أيضا ، ففيها ، أي عن الفواتح على القول الأرجح من أنها من المتشابه ، انتفى الإعراب يا صاح جملة : أي من غير تفصيل ، وذلك لأنه يجب على الناظر في كلامه تعالى ، الكاشف عن أسراره أن يفهم معنى ما يريد أن يعربه مفردا أو مركبا قبل الإعراب ، فإنه فرع المعنى ، ولهذا لا يجوز إعراب فواتح السور إذا قلنا بأنها من المتشابه الذي استأثر الله بعلمه ، قال في الإتقان : / وقال شهاب الدين المحقق ابن حجر في شرحه على العباب : ويحرم بالإجماع تفسيره بلا علم ، أي الكلام في معانيه لمن لم يتأهل لذلك بأن لم يجمع ما يحتاجه من الأدوات ، والظاهر أن المراد بأدواته ما له تعلق بما الكلام فيه ، فإن كان في إعراب آية ، كفى أن يكون نحويا وإن لم يكن فقيها مثلا ، وعلى هذا فقس ، لكن لا بد في هذا المثال مع معرفته لقواعد الإعراب من ذوقه للمعنى المسوق له ذلك الغرض ، إذ لا يتأتى الخوض في الإعراب إلا بعد الشعور بالغرض المراد ، ولو بوجه ما ، وبهذا يتضح معنى قولهم تارة الإعراب تابع للمعنى ، وتارة أخرى المعنى تابع للإعراب ، فأرادوا بالمعنى المتبوع في الأول الشعور به بوجه ما ، وبالمعنى الثاني إدراكه على الوجه الأكمل ، فتأمله فإنه مهم ، ولم أر من تعرض له ، انتهى .
كلامه وذا : أي ما تقدم كله ، حاصل : أي محصل الأقوال فيها : أي الفواتح تحررا : قال ابن النقيب : اعلم أن علوم القرآن ثلاثة أقسام :
الأول : علم لم يطلع الله عليه أحدا من خلقه ، وهو ما استأثر به من علوم أسرار كتابه من معرفة كنه ذاته ، ومعرفة حقائق أسمائه وصفاته ، وتفاصيل علوم غيوبه التي لا يعلمها إلا هو ، وهذا لا يجوز لأحد الكلام فيه بوجه من الوجوه إجماعا .
Shafi 13
الثاني : ما اطلع الله عليه من أمر الكتاب ، واختصه به ، وهذا لا يجوز الكلام فيه إلا له صلى الله عليه وسلم ، أو لمن أذن له ، وأوائل السور من هذا القسم ، وقيل من القسم الأول .
الثالث : علوم علمها الله نبيه مما أودع كتابه من المعاني الجليلة والخفية وأمره بتعليمها ، وهذا ينقسم إلى قسمين : منه ما لا يجوز الكلام فيه إلا بطريق السمع ، وهو أسباب النزول ، والناسخ والمنسوخ ، والقراءات / واللغات 8أ وقصص الأمم الماضية ، وإخبار ما هو كائن من الحوادث ، وأمور الحشر والمعاد ، ومنه ما يؤخذ بطريق النظر والاستدلال والاستنباط والاستخراج من الألفاظ ، وهو قسمان : قسم اختلفوا في جوازه ، وهو تأويل الآيات المتشابهات في الصفات ، وقسم اتفقوا عليه ، وهو استنباط الأحكام الأصلية والفرعية والإعرابية ؛ لأن مبناها على الأقيسة ، وكذلك فنون البلاغة ، وضروب المواعظ والحكم والإشارات ، لا يمتنع استنباطها منه ، واستخراجه لمن له أهلية ذلك ، انتهى ملخصا ، كذا ذكره في الإتقان .
فائدة : كتبت فواتح السور على صورة الحروف أنفسها ، لا على صورة النطق بها اكتفاء بشهرتها ، وقطعت ( حم عسق ) دون ( المص ) و( كهيعص ) طردا للأولى بأخواتها الستة ، قاله في الإتقان أيضا ، وقال ابن الأنباري : إن قال قائل : كيف كتبت في المصحف ( الم ) و( الر ) و( المر ) موصولا ، والهجاء مقطع ، لا ينبغي أن يتصل بعضه ببعض ، إذ لو قال قائل : ما هجاء زيد ، لقلت له : زاي ياء دال ، ونكتبه مقطعا ؛ ليفرق بين الهجاء والحروف ، وبين قراءته ، فالجواب أنهم إنما كتبوا ( الم ) وما أشبهها موصولا ؛ لأنه ليس بهجاء لاسم معروف ، إنما هو حروف اجتمعت يراد بكل حرف منها معنى ، كذا نقله السيوطي في حاشيته على البيضاوي .
تتمة في نبذة من خواص هذه الفواتح :
Shafi 14
قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : لله عز وجل في كل كتاب سر ، وسر الله عز وجل في القرآن أوائل السور ، وقال علي كرم الله وجهه : إن لكل كتاب صفوة ، وصفوة هذا الكتاب حروف التهجي ، وقد تعرض العلماء لجمع أصولها الأربعة عشر على وجوه منها : طرق سمعك النصيحة ، ومنها صن سرا يقطعك حمله ، ومنها : /على صراط حق نمسكه ، ومنها : نص حكيم له سر قاطع8 ب ومنها : من قطعك سحر أصله ، ومنها : سر حصين قطع كلامه ، وتسمى هذه الأربعة عشر الأحرف النورانية ، ونقل اليافعي أن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه كان يكتبها على ما يريد حفظه من الأموال والمتاع ، والزرع والضياع ، وكذلك عثمان بن عفان ، والزبير بن العوام رضي الله عنهم ، وكانوا إذا لقوا العدو قالوا: اللهم احفظ أمة محمد بالنصر والتأييد ب ( المص ) ب( كهيعص ) وب ( حم عسق ) وبقاف والقرآن المجيد ، وبنون والقلم وما يسطرون ، وقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه : إذا لقيتم العدو فشعاركم ( حم ) لا ينصرون ، وكان بعض العارفين إذا ركب راحلته يقول الأربعة عشر حرفا سئل عن ذلك ، فقال : ما كتبت في موضع ، أو تليت في بر أو بحر إلا حفظ تاليها ، والمكان الذي كتبت عليه ، وكفي السوء في نفسه وماله ، وأمن من التلف والغرق ، وقال حجة الإسلام سيدي محمد الغزالي رضي الله عنه ، ونفعنا به : أدركت بعض العارفين بالموصل ، وكان معه الحروف التي في أوائل السور ، فسألته عن ذلك ، فقال : ظهر لي بركاتها ، فمن ذلك يحفظني الله بها، ويدركني رزقي ، وإن وقع لي حاجة سألت الله تعالى بها ، يقضي حاجتي ، ويصرف عني العدو ، واللص والحية والعقرب والسبع والحشرات ، وإذا ذكرتها في السفر أعود إلى أهلي سالما آمنا ، قال : فعلمت ذلك علما لا ريب فيه ، وحصل لبعض العارفين في جاريته صرع ، فقام إليها سيدها ، وأمسك أذنها ، وقال فيها : بسم الله الرحمن الرحيم المص طسم كهيعص يس والقرآن الحكيم ، حم عسق ، ن والقلم وما يسطرون ، فسري عنها ذلك ، ولم يعد إليها الصرع ، انتهى .
ومدار ذلك كله على تصحيح النية ، وطيب المطعم ، وقد قال بعض العارفين : / الرقى بالمعوذات وغيرها من أسماء الله تعالى هو الطب 9 أالروحاني إذا كان على لسان الأبرار من الخلق حصل الشفاء باذن الله تعالى ، فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني ، انتهى .
وقد ذكر بعض العارفين من علماء المغاربة عن بعض شيوخه من الأولياء العاملين أن في كل كتاب سرا زائدا عليه كالحلاوة الزائدة على جرم العسل ، فكما أنها إذا زالت لا ينفع في بابه ، كذلك الكتاب إذا أخذ سره ثم قال : وكم من ورقة مكتوب فيها أسماؤه تعالى توجد في الأرض ساقطة ، وتطؤها الناس بأرجلهم ، ولولا أن الملائكة يأخذون أسرار تلك الأسماء لهلك جل الناس ، وفي كتاب الفوائد والصلة والعوائد الحروف تنقسم أربعة أقسام : حارة وباردة ورطبة ويابسة ، فالحارة : اهطم فثذ ، والباردة : خزكص قشغ ، والرطبة : وجلح رخس ، واليابسة : بدين ضتظ ، فمن ذكر حروف الحرارة بقدر عددها ، وهو ألف ومائة وخمسة وثلاثون في وقت شديد البرد ، زال عنه ذلك ، وصورة تكرارها أن تقول : اهطم فثذ ، اهطم فثذ ألخ ، وكذا باقي الحروف ، فتعمل فيها لكل شيء بضده ، انتهى ملخصا .
Shafi 16
قلت وقد سلك رحمه الله في ترتيب الحروف طريقة المغاربة فافهم ، ومن كتب الأحرف النورانية الأربعة عشر حرفا ، ومحاها وشربها في يوم السبت المعروف بسبت النور أمن من الرمد في تلك السنة ، ذكر ذلك اليافعي في خواص القرآن الكريم ، قال الحافظ السيوطي ، وغالب ما يذكر في ذلك كان مستنده تجارب الصالحين ، وفي حياة الحيوان أن من خاف سلطانا أو ظالما فاليعقد أصابع يده اليمنى بكهيعص ، يبدأ بإبهامها ، واليسرى ب ( حم عسق ) يبدأ بخنصرها ، ثم يقرأ في نفسه سورة / الفيل ، ويكررها ، ويفتح في كل9ب مرة أصبعا من أصابعه المعقودة بامن سره ، قال وهو عجيب مجرب ، انتهى ، وفي كتاب الفوائد ، قال بعض العلماء : اعلم أن في سورة يس ذكر الرحمن في أربعة مواضع ، وذكر الجلالة في ثلاثة مواضع ، وكذلك في سورة الملك ، فمن قرأ يس ، وكلما أتى إلى ذكر الرحمن عقد أصبعا من اليد اليمنى ، وكلما أتى إلى ذكر الجلالة عقد أصبعا من اليد اليسرى ، ثم قرأ تبارك الملك ، وكلما أتى إلى ذكر الرحمن فتح أصبعا من اليد اليمنى ، وكلما أتى إلى ذكر الجلالة فتح أصبعا من اليد اليسرى ، من فعل ذلك قضيت حاجته ، واستجيبت دعوته فليتق الله ، ولا يدعو إلا بخير ، ولا حرم بركة ذلك ، ويكون العقد والفتح من الخنصر على التوالي ، انتهى ، وفي كتاب البركة في السعي والحركة ، قال يعني النبي صلى الله عليه وسلم : من قرأها ، أي يس في موضع نظيف خاليا أربع مرات ، لا يفرق بينهن بكلام ، ثم قال ثلاث مرات سبحان المتغير عن كل مديون ، سبحان المفرج عن كل محزون ، سبحان من أمره بين الكاف والنون ، سبحان من إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ، يا مفرج الهموم ، يا حي يا قيوم ، صل على محمد وآله ، وافعل لي كذا وكذا ، قضيت حاجته كائنة ما كانت ، ثم قال، أعني صاحب كتاب البركة ، قلت : وذلك مجرب والحمد لله ، وهذا بشرط حسن الظن والنية ، وأن لا يدعو باسم ، ولا قطيعة رحم ، انتهى . وجدته بخط الاستاذ سيدي محمد العباسي رضي الله عنه ، ونفعنا به ، وذكر صاحب الفوائد أن الدعاء المذكور يقال أربع مرات ، وزاد فيه بعد سبحان المفرج عن كل محزون ، سبحان من خزائنه بين الكاف والنون ، والله أعلم بالصواب .
/ فواتح قرآن كصاد جرى بها خلاف فمعناه حروف بلا مرا10
وقيل اسم قرآن أو سما سورة وقيل اسم مولانا المصور للورى
وقيل اقتطاع من سماة لربنا وقيل مزيد كاسم صوت لمن درى
وقيل اسم أعداد لمدة أمة وآجالهم فاحفظ كما قد تقررا
وفي الأربع الأقوال الاولى محلها له الرفع عن بدء وعنه فأخبرا
أو انصب بفعل أو بإسقاط خافض أو اجرر بحرف كن كذا متبصرا
ولا تعربن فيما سوى ذي بل اسردن كما جاء تفسير لقاض محررا
وأرجح أقوال بها متشابه بها استأثر الله العليم بلا امترا
ففيها انتفى الإعراب يا صاح جملة وذا حاصل الأقوال فيها تحررا
وصلى الله على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه وسلم ، نقلت من نسخة مؤلفة على يد الفقير إلى مولاه علي خاطر ابن المرحوم الشيخ حسن خاطر الجزيري المالكي ، غفر الله له ، ولوالديه ولمشايخه ولإخوانه والمسلمين .
تحريرا في 16 جمادى الأخير سنة 1196
ألف ومائة وستة وتسعين
من الهجرة النبوية
على صاحبها
Shafi 18
السلام
Shafi da ba'a sani ba