درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Nau'ikan
============================================================
ومات، وعاد الأبناسي إلى القاهرة، فبلغه سعيي الشبكي في وظائفه، وتأخرت وفاته بعد الشبكي زيادة على ثمان وعشرين سنة.
قال شيخنا العماد ابن كثير في حقه : كان عابدا قانتا .
. و وقال فيه ابن حبيب: إمام علم زاخر اليم، مقرون بالوقار الجم، وفضله مبذول لمن قصده وأم، وقلمه كم باب عذل فتح، وكم شمل مفرق ضم. كان مواظبا على التلاوة والعبادة، ومن شعره: أتتني فاتتني الذي كنت طالبا وحيث فأخيت لي منى ومآربا وقد كنت عبدا للكتابة أبتغي فرقت على رقي فصرت مكاتبا واتفق أيضا أنه لما مرض أوصى بوظائفه إلى أولاده وأولاد أخيه تاج الدين، وكتب كتابا بخطه إلى القاضي محي الدين ناظر الجيش بما عينه لكل واحدي منهم، ودفع إلى نجاب من أهل مكة ألف درهم على آنه ساعة أن يموت يتوجه بالكتاب من مكة إلى القاضي محب الدين ناظر الجيش بالقاهرة، ولا يغلم أحدا بذلك، ففعل النجاب ما آمره به، فلما وصل الكتاب إلى ناظر الجيش علم صاحبنا الشيخ زين الدين أبو هريرة عبدالرحمن ابن التقاش بموت البهاء ابن السبكي، فترامى على الطواشي مختص النقاشي، وسأله في أخذ خطابة جامع أحمد بن طولون ومشيخة الميعاد بدله، وكان مختص المذكور طواشي أبيه الشيخ شمس الدين آبي أمامة محمد ابن النقاش، وهو يومئذ له اختصاص زائد بالشلطان، فللحال سأل مختص السلطان الأشرف شعبان بن حسين في ذلك، فولى زين الدين أبا هريرة ذلك، ولم يقدر ناظر الجيش على رده، وعجز عن دفعه، وأخذ شيخنا الشيخ سراج الدين عمر البلقيني درس التفسير وقضاء العسكر، وأخذ شيخنا قاضي القضاة بهاء الدين أبو البقاء تدريس الشافعي ونظره، وتدريس المنصورية، وأخذ عز الدين الطيبي تدريس السيفية، وأخذ صاحبنا الكمال الدميري تدريس الكهارية. وولي الأمير الجاي تدريس الشيخونية للبهاء أبي البقاء، فلم يمض ذلك شيخنا الشيخ أكمل الدين شيخ الخانكاه الشيخونية وولاها شيخنا الشيخ ضياء الدين
Shafi 255