درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Nau'ikan
============================================================
اعلم أن مملكة الرووم كانت أخيرا لبني قليج أزسلان الذين أقاموا بها دين الإسلام لما انتزعوها من يد ملك القسطنطينية، وكان كرسئهم قونية، وأعمالهم كثيرة جدا حتى بعث منكوقان أخو هولاكو في سنة أربع وخمسين وست مئة عسكرا عليه بيكو إلى بلاد الرووم، فملك أززن الرووم، وعاث في بلاد الروم حتى هلك، وولي الروم بعده صمغار(1)، وغلبت الثركمان على الجبال والثغور والسواحل، فولاهم هولاكو ما غلبوا عليه، ومات صمغار، فبعث الملك أبغا بن هولاكو عوضه تدوان وتوقو في سنة خمس وسبعين فقتلهما الملك الظاهر بيبرس في محاربته لهما، وملك قيصرية، فأقام الملك أبغا على الووم قنغرطاي وتداول بعده عدة أمراء حتى قام دمرداش بن جوبان سنة ثلاث وعشرين وسبع مثة. فعظم ملكه، ثم قدم إلى مصر، واستخلف أرتنا أحد أمرائه على بلاد الروم، فنزل بسيواس وجعلها كرسي ملكه، وقد ولأه القان بوسعيد بن محمد بن خربنده بن أبغا بن هولاكو بلاد الروم فاستفحل ملكه حتى مات سنة ثلاث وخمسين، وملك بعده أولاده، فأخذ أولاده وذلغادر التركماني بلاد سيس، ومات محمد بن أرتنا في حدود سنة ثمانين، وأقيم بعده صبي من أولاده، وقام بأمره الأمير قليج أرسلان، فغدر به قاضي سيواس، وقام بأمر الصبي حتى مات، وهو والذ برهان الدين صاحب الترجمة.
وكان برهان الدين هذا قد طلب العلم في صباه، وقدم إلى القاهرة، وأخذ بها عن شيوخ زمانه، فغرف بالذكاء حتى حصل على طرف من العلم، فبشره بعض الفقراء بأنه سيملك بلاد الرووم، وأشار له بعوده إليها، فمضى إلى سيواس ودرس بها، وصنف، ونظم الشعر، وهو يتزئى الشافي 90/1، والضوء اللامع 370/1، والطبقات السنية 431/1، وشذرات الذهب 7/ 57، ودائرة المعارف الاسلامية الترجمة العربية 3/ 328 و105 و24/6 و399/9 و25/13، وفي الطبعة الجديدة النص الإنكليزي 1327/1.
(1) في ج: لاصمغان" آخره نون، وما آثبتناه من خط المصنف في المسودة، وسيأتي على الوجه بعد قليل:
Shafi 208