درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة
Nau'ikan
============================================================
كاتبه: وهي باقية إلى اليوم لم تحترق عند حريق الجامع في نوبة الطاغية تيموزلنك في سنة ثلاث وثمان مثة عند دخوله إلى دمشق وتخريقها.
قال العماد ابن كثير في تاريخه (1): "وتكامل عمارة المنارة الشرقية بالجامع الأموي في العشر الأخير من هذا الشهر، يعني رمضان سنة إحدى وأربعين وسبع مثة واستحسن الناس بناءها وإتقانها، وذكر بعضهم أنه لم تبن منارة في الإسلام مثلها. ووقع لكثير من الناس في غالب ظنونهم آنها المنارة البيضاء الشرقية التي ذكرت في حديث النواس ابن سمعان في نزول عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق، فلعل لفظ الحديث انقلب على بعض الرواة. وإنما كان على المنارة الشرقية بدمشق، وهذه المنارة مشهورة بالشرقية لمقابلتها أختها الغربية، والله أعلم": 88- أبو بكر بن عثمان بن أبي بكر، زين الدين ابن العجمي، الأديب المشهور(2).
سمع الحديث على بدر الدين جنكلي بن محمد بن البابا، والقاضي عز الدين ابن جماعة، وعانى الأدب فمهر وطارح الصلاح خليل الصفدي قديما، وكتب عنه الصفدي في "ألحان السواجع"، ولازم الجلوس بحوانيت الشهود لتحمل الشهادات، ثم تخصص بالبدر محمد بن فضل الله كاتب السر فولاه توقيع الدرج بعد سنة تسع وسبعين وسبع مثة، فلما عزل ابن فضل الله بأؤحد الدين عبدالواحد بن ياسين في سنة أربع وثمانين وسبع مثة انجمع عنه رعاية لابن فضل الله، وما زال على حاله من الانجماع حتى مات يوم الخميس سادس عشر ذي الحجة سنة خمس وتسعين وسبع مثة وقد أناف على السبعين: وكان لي به اجتماع. قال لي مرة: مثل الشعر كالذهب يجلب من (1) البداية والنهاية 14/ 189.
(2) ترجمته في: السلوك 3/ 792، وتاريخ ابن قاضي شهبة 484/3، والدرر الكامنة 479/1، والنجوم الزاهرة 12/ 135، ونزهة النفوس والأبدان 1/ 368.
Shafi 151