Hawayen Bilyatsho
دموع البلياتشو: مجموعة قصصية تنشر لأول مرة
Nau'ikan
قاطعته في صبر نافد: كلامك يا ابني ...
أشار إليها أن تسكت واستطرد يقول: نريد أن نغير الهيكل الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع، نريد أن نبني بناء جديدا مكان البنيان المتداعي القديم، نريد أن ننهض به إلى مستوى لائق من الحضارة، حالتنا سيئة يا أمي، حالتنا سيئة، 70 إلى 90 في المائة ما زالوا يعيشون على الزراعة، ينفقون كل دخلهم على الغذاء والضروريات، لا يعرفون الادخار، تصوري أن مستوى دخل الفرد منخفض عن مستوى دخله في الهند؟
قالت الأم وهي تبتسم فتكشف عن فم بلا أسنان: الهند بعيدة يا حبيبي، ما لنا وما للهند؟
أجاب مندفعا غاضبا: يعني نحن في الحضيض، ما زلنا في الحضيض رغم التعب والعرق والمجهود، بيننا وبين العالم المتحضر هوة سحيقة، نركب الحمار وهو يركب الصاروخ، نزرع بالفأس والمحراث وهو يستخدم الطيارة والجرار، نعيش في عصر الساقية وهو يعيش في عصر الميكنة، لا بل كما يقول العلماء في عصر ميكنة الميكنة.
قالت جزعة: المكن خطر يا ابني، ربنا ينجكيم من الأخطار.
زاد صوته حدة وراح يشير بيده: نريد أن نحول مجتمعنا إلى مجتمع صناعي، مجتمع متقدم، نريد أن يأتي اليوم الذي يترك فيه الفلاح الفأس، يكسر المحراث، يقتل حماره بالرصاص.
سألت خائفة: حرام يا ابني.
رفع صوته أكثر وقال: بل يقتل كل الحمير، كل هذه المخلوقات الغبية الكسولة التي تنضح عليه.
قالت تذكره بالماضي: أبوك كان يحبه يا ابني، حماره الأبيض بعلامة سوداء على رأسه، ما أحلاه وهو يسرح به إلى الغيط.
قال ساخطا: لو كان أبي حيا لأجبرته أن يقتل الحمار.
Shafi da ba'a sani ba