Dr. Omar Abdelkafi's Lessons

Omar Abdelkafy d. Unknown
115

Dr. Omar Abdelkafi's Lessons

دروس الدكتور عمر عبد الكافي

Nau'ikan

الثاني: أن البلية لم تكن أكبر مما حدث الأمر الثاني: احمد الله رب العالمين أن البلية ليست أكبر من ذلك: ربما تصاب بمرض في بدنك، فصارت يدك لا تتحرك، أو أن قدمك لا تخطو، أو أن عينك بدأت تفقد القدرة على الإبصار، فاعلم أن الله ابتلاك في الوقت الذي يريده هو لمصلحتك أنت؛ لأنه ربما يفقد الواحد منا نعمة المشي؛ لأن الله يعلم في سابق علمه أن لو ظلت هذه النعمة معك لاستخدمت قدميك في غضبه ﷿؛ لأنك سوف تذهب بهما إلى مكان لا يحبه الله رب العالمين، فيمقتك الله مع من يمقت، فاحمد الله رب العالمين أن رزقك نعمة فقد القدرة على المشي. كذلك نعمة العقل، قد يذهب الله نعمة العقل، تعال إلى العلمانيين في مصر الذين يقولون مثلًا: إن الحجاب حرية شخصية، هذا إنسان علماني يريد أن يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض، فهو يؤمن أن الصلاة مفروضة، والزكاة مفروضة، والمساجد يجب أن تعمر بالمصلين، لكن أن يحكم المسلمون بشرع الله، لا، أن تحجب المسلمات، لا، فهذا المرء يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعض. فهؤلاء العلمانيون في مصر أكثرهم من المثقفين وأكثرهم ممن يقرءون ويكتبون كثيرًا؛ لكنهم يستخدمون عقولهم فيما يغضب الله سبحانه، فهؤلاء عندما يأتون يوم القيامة يتمنى الواحد منهم أن لو كان مجنونًا في الدنيا لا عقل له؛ لكي لا يحاسب على نعمة العقل يوم القيامة؛ لأنه استخدم عقله في إغضاب الله رب العالمين. إذًا: الله ﷿ عندما يبتلي عبدًا ببلية معينة فإنما يختار له خيرًا، فاحمد الله رب العالمين في البلية أنها ليست في الدين، واحمد الله رب العالمين أنها ليست أكبر من ذلك، فإذا فقدت حركة اليد فاحمد الله رب العالمين أن لك يدًا أخرى تتحرك، وإذا فقدت حركة اليدين فاحمد الله على حركة الرجلين، إذا فقدت حركة الجسد كله وأصبحت لا تستطيع الحراك فاحمد الله أن لك قلبًا شاكرًا ولسانًا يذكر الله رب العالمين ويوحده.

17 / 12