70

Don't Be Sad

لا تحزن

Mai Buga Littafi

مكتبة العبيكان

Nau'ikan

لا تحزَنْ: لأنك مسلمٌ آمنتَ باللهِ وبرسلِهِ وملائكتِهِ واليومِ الآجِرِ وبالقضاءِ خيرِهِ وشرِّه، وأولئكَ كفروا بالربِّ وكذَّبوا الرسلَ واختلفوا في الكتابِ، وجَحَدُوا اليومَ الآخرَ، وألحدوا في القضاءِ والقَدَرِ. لا تحزَنْ: إن أذنبتَ فتُبْ، وإن أسأت فاستغفرْ، وإن أخطأت فأصلِحْ، فالرحمةُ واسعةٌ، والبابُ مفتوحٌ، والغفران جمٌّ، والتوبةُ مقبولةٌ. لا تحزَنْ: لأنك تُقلقُ أعصابَك، وتهزُّ كيانك وتُتعبُ قلبَك، وتُقضّ مضجعَك، وتُسْهِرْ ليلَك. قال الشاعر: وَلَرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى ... ذَرْعًا وعندَ اللهِ منها المخرَجُ ضاقتْ فلمَّا استحكمتْ حلقاتُها ... فُرِجَتْ وكانَ يظنُّها لا تُفرجُ ضبْطُ العواطف تتأجَّجُ العواطفُ وتعصفُ المشاعرُ عند سببين: عند الفرحةِ الغامرةِ، والمصيبةِ الدَّاهمةِ، وفي الحديثِ: «إني نُهِيْتُ عن صوتيْن أحمقيْن فاجريْن: صوتٍ عند نعمةٍ، وصوتٍ عندَ مصيبةٍ» ﴿لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ﴾ . ولذلك قال ﷺ: «إنما الصبرِ عند الصدمِة الأولى» . فمَنِ مَلَكَ مشاعره عندَ الحدَث الجاثم وعند الفرَح الغامرِ، استحقَّ مرتبةَ الثباتِ ومنزلةَ الرسوخِ، ونالَ سعادة الراحةِ، ولذَةَ الانتصارِ على النفسِ، واللهُ

1 / 95