240

Doctrine of Monotheism in the Holy Quran

عقيدة التوحيد في القرآن الكريم

Mai Buga Littafi

مكتبة دار الزمان

Lambar Fassara

الأولى ١٤٠٥هـ

Shekarar Bugawa

١٩٨٥م

Nau'ikan

٧- نعمة الأمن
يقول تعالى: ﴿إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ﴾ ١، ويقول تعالى: ﴿وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ﴾ ٣، ويقول تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ﴾ ٣، ويقول تعالى: ﴿لإِيلافِ قُرَيْشٍ، إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ﴾ ٤
إن من نعم الله الجليلة على أهل مكة نعمة الأمن التي خصهم الله بها ونبههم ﷾ بها إلى وجوب عبادته وتوحيده وشكره على هذه النعمة؛ لأنه وحده هو الذي حرّم مكة فصارت بلدًا حرامًا بتحريمه إياها، كما ثبت في الصحيحين عن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ يوم فتح مكة: "إن هذا البلد حرمه الله يوم خلق السماوات والأرض، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفر صيده، ولا يلتقط لقطته إلا من عرّفها، ولا يختلى خلاها" ٥
فالله إذن رب هذه البلدة الحرام ورب كل شيء ومليكه، يستحق أن يفرد بالعبادة والإخلاص له تجاه هذه النعمة.

١ سورة النمل آية ٩١.
٢ سورة القصص آية ٥٧.
٣ سورة العنكبوت آية ٦٧.
٤ سورة قريش.
٥ رواه البخاري في الحج ٤٢ وفي الصيد ٨ وفي اللقطة ٧ ورواه مسلم في الحج باب ٨٢ حديث رقم ٤٤٥.

1 / 255