دليل الداعية
دليل الداعية
Mai Buga Littafi
دار طيبة الخضراء
Lambar Fassara
الأولى
Nau'ikan
له وعليه، فهو إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة، مراد الناصح بها وجه الله ورضاه والإحسان إلى خلقه ... " انتهى كلامه ﵀.
ولا يكاد يفرق بين النصيحة والتعبير إلا النية والأسلوب، وقد نهى النبي ﷺ عن التثريب، والتعنيف حتى في حالة الخطأ فعن أبي هريرة ﵁ أنه سمع النبي ﷺ يقول: "إذا زنت الأمة فتبين زناها فليجلدها، ولا يثرب ثم إذا زنت فليجلدها، ولا يثرب ثم إن زنت الثالثة، فليبعها ولم بحبل من شعر" ١.
يقول الفضيل: "المؤمن يستر وينصح، والفاجر يهتك ويعير" وقد قيل: "من أمر أخاه على رؤوس الملأ فقد عيره"، وشتات من قصده النصحية ومن قصده الفضيحة، وعن المعاملة الحسنة يروي معاوية بن الحكم السلمي ﵁ قال: صليت مع رسول الله ﷺ فعطس رجل من القوم فقلت: يرحمك الله. فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أماه، ما شأنكم تنظرون؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فعرفت أنهم يصمتونني، فلما رأيتهم يسكتونني سكت. قال: فلما صلى رسول الله ﷺ بأبي هو وأمي ما ضربني ولا سبني. وفي رواية ما رأيت معلمًا قط أرفق من رسول الله ﷺ حيث قال: "إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس، إنما هو التسبيح، والتكبير وقراءة القرآن" ٢.
وعن أنس ابن مالك ﵁ قال: كنت أمشي مع رسول الله ﷺ
_________
١ صحيح الإمام البخاري، كتاب البيوع: "١٨/ ٢٠٠٨".
٢ من حديث طويل عن معاوية بن الحكم، رواه الإمام مسلم في صحيحه، وفي سنن أبي داود، الصلاة: "٢/ ٧٩٥".
1 / 24