ويقال لهم: أخبرونا عن الحركات التي ذكرتم أن ليس لله تعالى فيها صنع ما هي؟ فإن قالوا: منها زنا، فقل لهم: وكيف الزنا؟ فإن قالوا: هي الحركات التي تكون بين الذكر والأنثى، فقل: فهل تكون حركة ليس (¬1) من المعاصي بلا سبب من الله مخلوق؟ فإن قالوا: نعم، فقل: فأرونا ذلك، ولا تجدونه أيضا إلا بصنع من الله تكون الحركة به ، ولن تكون الحركة حتى تسمى حركة إلا ولله (¬2) تعالى ثم صنع، قال (¬3) قالوا: لا تجوز حركة إلا بصنع من الله، فقل: أفليس من المحال أن تدعوا (¬4) فعل ما لا يكون فعله إلا بفعله؟ فإن قالوا: فعل الله غير فعل العباد، فقل: ففعل الله الأجسام وفعل العباد الحركات التي ليست بأجسام. وقل لهم: فهل تكون حركات من العباد يفعلونها خارجة من صنع الله؟ فإن قالوا نعم، قل: فأرونا ذلك، أوجدوه ولن تستطيعوا ذلك. وإن قالوا: لا، فقد رجعوا إلى قولنا، وهو قول المسلمين، ولا قوة إلا بالله.
فصل [روايات وآثار في خلق الأفعال]:
عن الحسن (¬5) في قوله عز وجل: {وجعل الظلمات والنور} (¬6) قال: خلق الكفر والإيمان. وعن مجاهد (¬7) في قوله تعالى: {ومن كل شيء خلقنا زوجين} (¬8) قال: الكفر والإيمان، والخير والشر، والهدى والضلال. وقال حذيفة: إن الله خلق كل صانع وصنعته.
Shafi 288