279

Haske

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Nau'ikan

فإن قال: أفتقولون: إن العبد فعل الكفر؟ قيل له: نعم، ومعنى ذلك أنه كفر. فإن قال: أفتقولون: فعل خلق الله؟ قيل له: لا؛ لأن ذلك يوهم أنه خلقه. وقد يقال: أفسد المطر طعام فلان، والمطر تدبير الله، ولا يقال: تدبير (¬1) الله يفسد. ولا يقال: إن الله تعالى قد أظهر في الأرض الفساد. ويقال: ما أقبح القرد! وما أقبح جهنم! ولا يقال: ما أقبح تدبير الله!. ولو أن قائلا قال: ما أحسن جهنم! كان في ذلك مخطئا، وهي من خلق الله. ولو قال: ما أحسن الخلق! كان مصيبا، وجهنم خلق، فجاز تحسين (¬2) الحسن لذكر الخلق، ولم يجز لذكر جهنم.

* مسألة [الله تعالى خلق الأفعال ، والإنسان اكتسبها]:

فإن قال: هل يخلو الفعل من ثلاثة: إما أن يكون للعبد دون الله، أو لله دون العبد، أو للعبد ولله تعالى على الشركة؟ قيل له: نعم، الفعل قد خلا من هذه الثلاثة وجوه، ليس الفعل للعبد دون أن يكون خلقا لله، ولم يكن خلقا لله (¬3) دون أن يكون اكتسابا من العبد، ولم يشتركا فيه جميعا لأنهما لم يخلقاه جميعا ولم يكتسباه، وإنما كانت تكون الشركة لو خلقاه جميعا. وإنما قلنا: اكتسبه العبد وخلقه الله بجعله لا خلاف (¬4) غيره من الأجسام والأفعال.

* مسألة [علاقة خلق الله تعالى بالفعل الإنساني]:

Shafi 283