271

Haske

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Nau'ikan

قال الله تعالى: {ولو شئنا ءلاتينا كل نفس هداها...} الآية (¬1) ، ففي ذلك دليل /119/ على أنه لم يفوض الأمر إلى عباده ليستبد كل امرئ منهم بمراده، كما زعم الملحدون في آياته، المنكرون لأحكام كتابه، إذ قالوا: فقد شاء الله تعالى من الخلق أن يؤمنوا، وكره منهم أن يكفروا، فأحب الكافرين لأنفسهم أن يكفروا، وكانت محبتهم غالبة لمحبته، ومشيئتهم ظاهرة على مشيئته، فهم إن شاؤوا أن لا يكفروا نفذت مشيئتهم، والله تعالى عندهم قد شاء من الخلق أن يكفروا فلم تنفذ مشيئته، وأراد أن يؤمنوا فلم تبلغ إرادته، فكيف يكون ذلك وهو عز وجل يقول: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا...} الآية (¬2) ، أفليس في هذا القول دليل لأولي التمييز والأبصار على أنه لا يستطيع من سبق له الخذلان أن يدخل في ملة أهل الإيمان إلا بمشيئة الله تعالى؟ لا سابق لأمره، ولا راد لحكمه، ولا مضاد له في مشيئته، خالق الخلق، ومدبر الأمر، تعالى عما يقول المبطلون علوا كبيرا.

Shafi 275