240

Haske

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Nau'ikan

فقضاء المعصية قضاء خلق لا قضاء أمر ولا رضا (¬1) .

* مسألة [ما معنى أن الله تعالى قضى المعصية والطاعة؟ ]:

فإن قال قائل: أفتقولون: إن الله قضى المعصية على العبد؟ قيل له: نعم. فإن قال: فما معنى قضى المعصية؟ قيل له: معناه خلق المعصية من مكتسبها. وقضى الطاعة: أمر بها وحث عليها.

فإن قال: فقضى عليه الكفر ثم يعذبه بما قد قضاه عليه؟ قيل له: قد قلنا: إن القضاء يتصرف على وجوه، فإن أردت أنه قضى عليه الكفر، أي: خلق الكفر من الكافر قبيحا فاسدا مذموما متناقضا فكذلك نقول. وإن أردت أنه قضى عليه: أجبره عليه أو أمره به أو رضيه منه، فلا.

وقد ذكر أن وفد نجران قالوا للنبي j: يكتب الله علينا الذنب ثم يعذبنا؟! فقال j: «أنتم خصماء الله» (¬2) .

[القدر لغة]

القدر فيه لغتان، تقول العرب: قدر الله وقدره (بفتح الدال وجزمها)، وهو القضاء المؤقت، وقد جاء باللغتين /104/ القرآن، قال عز وجل: {إنا كل شيء خلقناه بقدر} (¬3) وقال الله تعالى: {قد جعل الله لكل شيء قدرا} (¬4) . وليلة القدر: هي ليلة تقدير الأشياء كلها إلى حول السنة القابلة، قال عز وجل: {فيها يفرق كل أمر حكيم} (¬5) ، وقال ابن أحمر (¬6) :

ولكل أمر واقع قدره (¬7)

وقال الفرزدق (¬8) :

Shafi 244