وقد رووا في حديثهم الذي يسمونه «حديث الزيارة» أنهم يزورون ربهم تعالى الله، فيركب إليه قوم على النجائب، وقوم في السفن، وقوم على الخيل، ثم يقول لهم بزعمهم : ما تشاءون؟ فيقولون: قد سمعنا كلامك فأرنا وجهك، قالوا: فيرفع لهم الحجب ويتجلى لهم فيرونه (¬1) . وهذا كفر بالله العظيم، لأنهم يصفونه بالحدود والاستتار والغيبوبة في مكان دون مكان، والله جل وعز غير محدود، وهو معهم أينما كانوا، وليس بغائب عنهم؛ فإن كان كذلك فمن أين يرونه تبارك وتعالى؟!.
والحديث إن كان له أصل فتفسيره عندنا أنه محدث لهم في تلك المواضع كرامة سوى الكرامة التي يكرمون بها في سائر الأوقات، وهذا معناه عندنا، كقول القائل: زرنا الله إلى بيته، يعنون مكة، فأكرم وغفر لمن آمن واتقى. فإن كان الحديث حقا فهذا معناه، وإلا فباطل.
* مسألة [هل يرى الله في مكان دون مكان أم في كل مكان]:
Shafi 215