122

Haske

الضياء لسلمة العوتبي ج2 6 8 10

Nau'ikan

فإن قال: فقوله تعالى: {وما منعنآ أن نرسل بالآيات إلآ أن كذب بها الأولون} (¬1) أليس قد أرسل بالآيات، فقال تعالى: {اقتربت الساعة وانشق القمر وإن يروا ءاية يعرضوا} (¬2) ، وقال تعالى: {وما تأتيهم من ءاية من ءايات ربهم إلا كانوا عنها معرضين} (¬3) ؟ قيل له: قيل معنى ذلك: ما منعنا أن نرسل بالآيات التي سألك قومك إلا أن كذب بها الأولون، فأهلكناهم لما كذبوا بها، يقول تعالى: فلو أتيناهم بآية فلم يؤمنوا أهلكتهم كما أهلكت من كان قبلهم.

* مسألة [«من» في قوله تعالى: {وننزل من القرءان ما هو شفآء}]:

فإن قال: فقوله تعالى: {وننزل من القرءان ما هو شفآء} (¬4) بعضه شفاء دون بعض؟ قيل له: قال المفضل (¬5) : معناه: الذي ننزله إليك من القرآن أولا فأولا هو شفاء لهم دون استكماله؛ لأنه لم ينزل جملة واحدة، فأراد عز وجل أن ما ينزل منه شفاء ورحمة للمؤمنين إلى أن يستكملوا تنزيله.

قال: وقال قطرب (¬6) : معنى «من» الطرح، كقوله تعالى: {ونكفر عنكم من سيئاتكم} (¬7) ، {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} (¬8) المعنى: نكفر عنكم سيئاتكم، واتخذوا مقام إبراهيم مصلى.

Shafi 126