ورده عنهم بعد الإياس، فسلط الله المسلمين على من كان معه من الأعراب خصوصًا مطير فأوقع الله بهم في العداوة، ومعهم "مطلق الجربا" فهزمهم الله تعالى، وغنم المسلمون جميع ما كان معهم من الإبل والخيل وسائر المواشي، فصار ما ذكرناه من نصر الله وتأييده لأهل هذا الدين عبرة عظيمة، وفي جملة قتلاهم "حصان إبليس".
وبعدما ذكرناه جد غالب في الحرب واجتهد، لكن صار حربه للأعراب، ولم يتعد النير، فيغزو على من استضعفه ويغير، فأعطى الله أعراب المسلمين الظفر عليه في عدة وقعات، من أعظمها وقعة "الخرمة" على يد "ربيع" وغزوه من أهل البوادي وبعض قحطان فهزمه الله تعالى، واشتد القتل في عسكره فأخذوا جميع ما كان معه من المواشي وغيرها، فصار بعد ذلك في ذل وهوان، ففتح الله الطائف للمسلمين، وصار أميره "عثمان بن عبد الرحمن" فاجتمع فيه دولة للمسلمين، وساروا لحرب الشريف ومعهم "عبد الوهاب أبو نقطة" أمير عسير، و"سالم بن شكبان" أمير أهل بيشة، فنزلوا دون الحرم، فخرج إليهم عسكر من مكة فقتلوه، فطلب الشريف المذكور منهم الأمان فلم يقبلوا منه إلا الدخول في الإسلام، والبيعة للإمام "سعود" فأعطاهم البيعة على يد رجال بعثوهم إليه، هذا بعد وقعات تركنا ذكرها كراهة
1 / 51