بالأكل، ولا العلم الحاصل في القلب بالدليل، ولا ما يحصل للمتوكل من الرزق والنصر له سبب أصلًا لا في نفسه، ولا في نفس الأمر، ولا الطاعات عندهم سبب للثواب، ولا المعاصي سبب للعقاب، فليس للنجاة وسيلة، بل محض الإرادة الواحدة يصدر عنها كل حادث، ويصدر مع الآخر مقترنًا به اقترانًا عاديًا لا أن١ أحدهما متعلق بالآخر، أو سبب له، أو حكمة له، ولكن لأجل ما جرت به العادة من اقتران أحدهما بالآخر يجعل أحدهما أمارة وعلمًا ودليلًا على الآخر، بمعنى إذا وجد أحد المقترنين عادة كان الآخر موجودًا معه، وليس العلم الحاصل في القلب حاصلًا بهذا الدليل، بل هذا أيضًا من جملة الاقترانات العادية.
وقال أيضًا بعد كلام سابق:
وكذلك أيضًا لزمت من لا يثبت في المخلوقات أسبابًا وقوى وطبائع، ويقولون: إن الله يفعل عندها لا بها، فيلزم أن لا يكون فرق بين القادر والعاجز. وإن أثبت قدرة وقال: إنها مقترنة بالكسب، قيل له: لم٢ تثبت فرقًا معقولًا بين ما تثبته من الكسب وتنفيه من الفعل، ولا بين
١ في ط الرياض "لأن".
٢ سقطت "لم" من ط الرياض.