266
وما هو أبعد منه، ولم يستفد بذلك الإنكار إلا جحد الخالف وتكذيب رسله، ومخالفة صريح المعقول١، والضلال المبين، الذي هو منتهى ضلال الضالين، وكفر الكافرين. فقد تبين أن قول من نفى الصفات أو شيئًا منها لأن إثباتها تجسيم قول لا يمكن أحد أن يستدل به، بل ولا يستدل أحد على تنزيه الرب عن شيء من النقائص بأن ذلك يستلزم التجسيم، لأنه لا بد أن يثبت شيئًا يلزمه فيما أثبته نظير ما ألزمه غيره فيما نفاه. وإذا كان اللازم في الموضعين واحدًا وما أجاب هو به أمكن المنازع أن يجيب مثله لم يكن أن يثبت شيئًا، وينفي شيئًا على هذا التقدير، وإذا انتهى إلى التعطيل المحض كان ما لزمه من تجسيم الواجب بنفسه القديم أعظم من كل تجسيم نفاه، فعلم أن مثل الاستدلال على النفي بما٢ يستلزم التجسيم لا يسمن ولا يغني من جوع. انتهى من كلام شيخ الإسلام رحمه الله تعالى. وأما قوله: (نعم إن الجسم يرى بالأبصار كما قال،

١ في ط الرياض: "المعقولين". ٢ في ط المنار والرياض: "لما".

1 / 265