يعذل أحيانا؛ ويعذر مثلها، # ويستحسن البادي به، ويعاب
وإن أفظ المالكين خريدة، # وإن أضن الباذلين كعاب (1)
ولما أبى الأظعان إلا فراقنا، # وللبين وعد ليس فيه كذاب
رجعت، ودمعي جازع من تجلدي، # يروم نزولا للجوى فيهاب (2)
وأثقل محمول على العين دمعها، # إذا بان أحباب وعز إياب (3)
فمن كان هذا الوجد يعمر قلبه # فقلبي من داء الغرام خراب
ومن لعبت بيض الثغور بعقله، # فعندي أحر الباردين رضاب
يعف عن الفحشاء ذيلي، كأنما # عليه نطاق دونها وحجاب
إذا لم أنل من بلدة ما أريده، # فما سرني أن البلاد رحاب
وهل نافعي أن يكثر الماء في الدنا، # ولما يجرني، إن ظمئت ، شراب (4)
ولي ساعة في كل أرض، كأنما # على الجو منها والعيون ضباب
بعيدة أولى النقع من أخرياته، # وللطعن فيها جيئة وذهاب
وما بين خيلي والمطالب حاجز، # ولا دون عزمي للظلام حجاب
جياد إلى غزو القبائل تمتطى، # وأرض إلى نيل العلاء تجاب
وأبلج وطاء على خد ليله، # كما فارق النصل المضي قراب (5)
يعاف طعاما ما جناه حسامه، # وخير من الطعم الذليل تراب (6)
وكيف يخاف الذل من كان داره # ظلام الليالي، والرماح جناب (7)
Shafi 67