ظلمت، ما أنت من همي ولا كمدي، # إن العليل لقلب عاده عيدي
أنا الذي إن بكى وجدا فحق له، # كم بين باك من البلوى وغريد
وخلة جذبت تثني مودتها # عني، وأمسكت عنها بالمواعيد
مني إلى الدهر شكوى غير غافلة # عن موثق بحبال العجز مصفود
يحارب الهم إن مال الرقاد به، # حتى تجلى غيابات المراقيد
بيني وبين المنى أني أقول لها: # بيني وبينك قطع البيد والبيد
وساهمين على الأكوار دأبهم # قرع السياط بأعناق المقاحيد (1)
عاطيتهم من علالات الكرى نطفا، # والسير يرجم جلمودا بجلمود
وللحداة على آثارنا زجل، # يغزي المطايا بأجواز القراديد (2)
يقطعون حبى الأيام عن طبع # وتحتبي بالمعالي والمحاميد (3)
ويهجرون، إذا جدت عزائمهم، # دنيا تلاعب بالغر المجاويد
ما الفقر عار وإن كشفت عورته؛ # وإنما العار مال غير محمود
تلقى أكفهم في كل نائبة، # ملوية بحبال البأس والجود
إن صاح صائحهم يوم الوغى هجموا # على السوابق بالبيض المذاويد
وكم عدو مشت فيه رماحهم، # فاستنصر الركض من جرداء قيدود (4)
من كل أبلج إن خبت عزائمه # ألقت إليه الأماني بالمقاليد
إذا تحرق، أحشاء الفلا ملئت # من رعيه خاطر الرئبال والسيد (5)
Shafi 297