ترى عندها الشهر الحرام محللا # إذا خفرتها للوغى عزماتها
وأحلم خلق الله، حتى إذا دنا # إليها الأذى طارت بها جهلاتها
إذا وسمت بالنار خيل، فعندها # كرائم آثار الطعان سمعاتها
متى سمعت صوت الصريخ تنصتت # قياما إلى داعي الوغى سمعاتها
رحلنا بأكباد غلاظ على الهوى # قليل إلى ما خلفها لفتاتها
إذا أزمعت إزماعة الجد لم تبل: # أفتيانها الباكون أم فتياتها
سوابقها أولى بها لا نساؤها، # وأدراعها والبيض لا أمهاتها
وحي من الأعداء باتوا بليلة # منعمة لو لم تذم غداتها
وخيل خششنا جوهم برماحنا، # كما خش آناف القروم براتها (1)
فما استيقظوا حتى تداعى صهيلها # وقد سبقت ألحاظهم عبراتها
ولم ينج إلا من تخاطت سيوفنا، # وذاق الردى من عممت شفراتها
قواضب لا يودى بشيء قتيلها، # إذا أمست القتلى تساق دياتها
أنسنا بأطراف الرماح، وإننا # لنحن محلوها ونحن سقاتها
نبتن لأيدينا خصوصا، وإنما # لنا يتواصى بالطعان نباتها (2)
بأبوابنا مركوزة، وإلى الوغى # تزعزع في أيماننا قصباتها
أبيت، وكان العز مني خليقة، # وهل سبة إلا وقومي أباتها
فلا تفزعوني بالوعيد سفاهة، # فلي هامة لا تقشعر شواتها (3)
تغاوت على عرضي عصائب جمة، # ولو شئت ما التفت علي غواتها
أوليهم صماء أذن سميعة، # إذا ما وعت ألوت بها غفلاتها
يطول إذا همي، إذا كان كلما # سمعت نبيحا من كلاب خساتها (4)
Shafi 203