وليل ترى الفجر في عطفه، # كما شاب بعض جناح الغراب
يغار الظلام على شمسه، # إلى أن يواريها بالحجاب
وتصقل أنجمه العاصفات، # إذا صديت من غمود السحاب (1)
وبرق ينفض أطرافه، # كما رمحت بلق خيل عراب
وماء يضارع خيط السقاء، # ويرمى به في وجوه الشعاب
تزعزع ريح الصبا متنه، # كما لطم المزج خد الشراب
وذود يغادر وجه الصعيد م # ن حلة العشب عاري الإهاب (2)
فما تطلب البيد من ساهم # يثير عليها رقاب الركاب (3)
يساعدها في احتمال الصدى، # ويشركها في ورود السراب (4)
يذكره أخذ أوتاره، # صهيل السوابق حول القباب (5)
دفعن بخضخضة للمزاد، # نجاء، وخشخشة للعياب (6)
لبل أنابيبه بالطعان، # وأنحل أسيافه بالضراب (7)
يبيت وثوب الدجى شاحب، # طموح المعالم سامي الشهاب
وما كنت أجري إلى غاية # فأسألها: أين وجه الإياب؟
إذا استنهضت هممي عزمة # عصفت بأيدي المطي العراب
تحريت أعجازها بالسياط، # فخاضت صدور الأمور الصعاب
فكم قائف قد هدت لحظه # بدور مناسمها في التراب (8)
Shafi 121