فاهتفي يا حياة إنا اتحدنا ... في طريق المنى وزدنا اتصالا
والتقى " النيل " والسعيدة جسما ... صافحت كفه اليمين الشمالا
وطني
وطني أنت ملهمي ... هزج المغرم الظمي
أنت نجوى خواطري ... والغنا الحلو في فمي
ومعانيك ، شعلة ... في عروقي وفي دمي
أنت في صدر مزهري ... موجة من ترنم
وصدى مسكر إلى ... عالم الخلد ينتمي
ونشيد ... معطر ... كالربيع ... المرنم
وهتاف مسلسل ... كالرحيق ... المختم
***
إيه يا موطني أفق ... من كراك ... المخيم
طالما تهت في الدجى ... والظلام المطلسم
وقطعت المتاه في ... مأتم بعد مأتم
وتمشيت في اللظى ... والعذاب المنظم
أنت تجثو على اللظى ... وعلى الشوك ... ترتمي
ساسك الجوع والشقا ... والنظام الجهنمي
إن بلواك منك هل ... أنت من أنت تحتمي ؟
فتوثب إلى العلا ... وثبة الفارس الكمي
وخض النار واحتمل ... كبرياء ... التألم
واصرع الظلم تكتفي ... ذل شكوى التظلم
عازف الصمت
أطلت هنا وهناك الوقوف ... تلبي طيوفا وتدعو طيوف
وفي كل جارحة منك ... فكر ... مضيء وقلب شجي شغوف
تغني هنا وتناجي هناك ... وتغزل في شفتيك الحروف
وتهمس حتى تعير الصخور ... فما شاديا وفؤادا عطوف
وتعطي السهول ذهول النبي ... وتعطي الربى حيرة الفيلسوف
تلحن حتى تراب القبور ... وتعزف حتى فراغ الكهوف
وتفنى وجودا عتيقا حقيرا ... وتبني وجودا سخيا رؤوف
وتغرس في مقلتيك الرؤى ... كروما تمد إليك القطوف
وترنو ؛ وترنو وعيناك شوق ... هتوف يناجيه شوق هتوف
وأنت حنين ينادي حنينا ... وألف سؤال يلبي ألوف
ودنياك عش يغني ثراه ... فتخضر أصداؤه في السقوف
***
وحين تفيق وتفنى رؤاك ... وينأى الخيال المريد العزوف
ترى ها هنا وتلاقي هناك ... صفوفا من الوحل تتلو صفوف
عليها أراق النفاق ... ملامحها ؛ وأضاع الأنوف وقتلى دعوها ضحايا الظروف ... وكانوا الضحايا وكانوا الظروف
Shafi 99