فتفهموا ما خلف كل تستر ... إن الحقيقة دربه وتفهم
قد يلبس اللص اعفاف ويكتسي ... ثوب النبي منافق أو مجرم
ميت يكفن بالطلاء ضميره ... ويفوح رغم طلائه ما يكتم
***
ما أعجب الإنسان هذا ملؤه ... خير وهذا الشر فيه مجسم !
لا يستوي الإنسان هذا قلبه ... حجر وهذا شمعه تتضرم
هذا فلان في حشاه بلبل ... يشدو وهذا فيه يزأر ضيغم
ما أغرب الدنيا على أحضانها ... عرس يغنيها ويبكي مأتم !
بيت يموت الفأر خلف جداره ... جوعا وبيت بالموائد متخم
ويد منعمة تنوء ... بمالها ... ويظل يلثمها ويعطي المعدم
***
فمتى يرى الإنسان دنيا غضة ... سمحا فلا ظلم ولا متظلم ؟
يا إخوتي نشء المدارس يومكم ... بكر البلاد فكرموه تكرموا
وتفهموا سفر الحياة فكلها ... سفر ودرس والزمان معلذم
ماذا أقول لكم وتحت عيونكم ... ما يعقل الوعي الكريم ويفهم ؟
في الجراح
وحدي وراء اليأس والحزن ... تجترني محن إلى محن
وطفوله الفنان .. تذهلني ... عن ثقل آلامي وعن وهني
فأنا هنا طفل بدون صبا ... واليأس مرضعتي ومحتضني
وعداوة الأنذال تتبعني ... وتغسل الأدران بالدرن
وتفوح جيفتها هنا وهنا ... كالريح في المستنقع النتن
وتغيب عن دربي .... وأعينها ... في الدرب غابات من الإحن
وعداي أقزام ... يخوفهم ... صحوي ويرتاعون من وسنى
ما خوفهم مني ؟ وما اقترنت ... بالحقد أسراري ولا علني
خافوا لأن الشر معنتهم ... وأنا بلا شر بلا مهن
ولأنني أدري نقائصهم ... ولأنهم خانوا ولم أخن
ولأنهم باعوا عروبتهم ... وعلوت فوق البيع والثمن
ورضيت أن أشقى وأسعدهم ... وهج الوحول وزخرف العفن
***
أحيا كعصفور الخريف بلا ... ريش ؛ بلا عش ، بلا فنن
أقتات أوجاعي وأعزفها ... وأشيد من أصدائها سكني
وأتيه كالطيف الشريد بلا ... ماض ؛ بلا آت ، بلا زمن وبلا بلاد : من يصدقني ؟ ... إني هنا روح بلا بدن
Shafi 93