271

Diwan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Nau'ikan

خليلي دلاني على جزء خطوة ... ... خطونا ومن بعد المضي تعود خذا بيدي نحو المنازل اذ خوت ... ... عساها بخير الظاعنين تجود

اذا لم نجد منها مجيبا فحالها ... ... يخبر ان الظاعنين همود

وان وجوها كالبدر تغيرت ... ... ... فللود طرف أحور وخدود

وان كراما ايقظون المجد والعلا ... ... سكون بحشاء القبور رقود ...

وان شئتما أن تقنعاني فقررا ... ... لنا وحشة مثل الممات ترود

وان تعذلاني في نحيب ألفته ... ... ... فاسكت عنه إنني لجليد

دعاني أسح الدمع سحا عسى به ... ... لواقد غم في الفؤاد خمود

خليلي ما دمع يزيل كآبة ... ... ... ولكن قرظ القارظين شديد

خليلي قرظ القارظين اصارني ... ... كما جذ من دوح وحطم عود

خليلي هذا الموت أركان دعوتي ... ... فمن لي عمود بعدهم وعميد

أبي حدثان الدهر الا انتقالهم ... ... وهذا انتقال بقتضيه خلود

الا ان مقدار الحياة مقدر ... ... ... عليها وان طال البقاء حدود

خليلي ان راعت رياض نضارة ... ... فللماء في تلك الرياض وجود

فان غيض عنها الماء غاضت حياتها ... وعادت هشيما للتراب يعود

فان نبك أهل العلم نبك حياتنا ... ... عليهم كما بالماء ينضر عود

حنتي عوادي الدهر غما بفقدهم ... ... على شرعات فتلهن شديد

إلى أن تشظى العود وانجرد اللحا ... ... واصلب عود في الخطوب مؤود

خذا حدثاني عن شموس تساقطت ... ... ببطن الثرى ماذا هناك تريد

نعم كونت تجري الى مستقرها ... ... وكل الذي يجري مداه ركود

اذا أرسلت شمس شعاعا من الهدى ... دعاها فلبت للخمود صعيد

اكل مراد الموت ان نهارنا ... ... قصير وليل الراحلين مديد

اكفكف دمعي والرزايا تذيعه ... ... فحزني قطين والدموع شريد

الا كل حي في يد الموت حاصل ... ... فمادا بكاء الفاقدين يفيد

وما ندب ألأعمار مثل حدودها ... ... لان نفاذا يقتضيه وجود

لقد صدعت قلبي صوادع للردى ... ... لهن انحدار بالأسى وصعود

ولا كمصاب القطب يوم تفطرت ... ... قلوب بمعناه لنا وكبود

فذاك لعمري صادع لا تطيقه ... ... جبال ولا يقوى عليه حديد

لقد جاز نزر العمر والعمر بائد ... ... ولكن ما أبقاء ليس يبيد

مضى وله كنزان خير مقدم ... ... وكنز علوم للعبادة عتيد

تخلص للعقبى واعقب نافعا ... ... من العلم يبلي الدهر وهو جديد هنيئا مليك العلم لاقيت صالحا ... ... بما خلفه مما تركت يزيد

Shafi 272