249

Diwan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Nau'ikan

أسستم لعلوم الدين مدرسة ... ... ... كهالة الشمس أنوارا ومنتفعا

ضمت شبيبة اطهار نفوسهم ... ... ... أصفى من الدر بالأصداف ملتفعا

تعطشوا لاكتساب العلم اذ فهموا ... ... كون الجهالة في حكم الحجى شنعا

مشمرين ذيول الجد همهم ... ... ... ان يعبدوا الله بالوجه الذي شرعا

أوحت اليهم عقول غير قاصرة ... ... ضرورة العلم فانقادوا لها تبعا

على نشاط وعزم لا يعارضه ... ... ... معارض فكأن البحر مندفعا

بشراكم يا وعاة العلم ان لكم ... ... ... يوما سيرجع فيه الجهل منهزعا

وتسعدون بألباب منورة ... ... ... يصونها الله ان تستمرئ البدعا

يا عمدتي يا غيوث الأرض حسبكم ... ... مسح الملائك تبريكا ومنتفعا

هل تقبلوني فردا من رجالكم ... ... ... حتى نعيش على هذا الفلاح معا

قد اختصصتم بشأن كله شرف ... ... هل تسمحون بأن يبقى لنا شرعا

ما زلت ادعوا الى أمثال نهضتكم ... ... فكنتم يا رجال الفضل مستمعا

فثبت الله مسعاكم وزادكم ... ... ... تقدما في العلا ما كوكب طلعا

الباب الثالث

قصائد الحكم والمواعظ

الفصل الأول

في الحكم

ولعله قالها بلسان الاشارة لبعض القوم بحضرموت

كما يفهم ذلك من معاني الأبيات :

سقى الله سوحا منبتي من جنابها ... ... وبارك في قطانها ورحابها

وسحت شآبيب الرضا ببشامها ... ... ولافتئت مغبوطة بشبابها

فرغت لها من كل هم وإن نأت ... ... وخلفت نفسي لا تريم ببابها

وان ارتباط النفس في عرصاتها ... ... شهود يريح النفس بين إغترابها

وكيف سلوي وارتياحي بغيرها ... ... وعنبرة الاكوان نفس ترابها

اهابت بشكواها إلينا افتقادنا ... ... ... وفيها إلينا فوق اضعاف ما بها

اذا لاح برق اوقدت في جوانحي ... ... لواعج تنسى النار لفح اهابها

ولم تقدم الشكوى شرارة مهجتي ... ... ونيران شواق النفس ملء اهابها

ولكن شكوى الحب للحب بثه ... ... ... مزيد تباريح الجوى في عذابها

بنفسي من تشكو إلى ذي صبابة ... ... وليت النوى طارت مطار غرابها

بحكم بنات الدهر فارقت إلفها ... ... ... وسلني عنها لم اضق عن جوابها

Shafi 250