وراضيا بذلة مفتخرا ... ... ... بأن يعيش خازيا ومزدرى ومؤمنا مستضعفا يغمزه ... ... ... ظالمه من الرجا الى الرجا
وعاقلا في رأيه متهما ... ... ... وأرشد الآراء للحر الدوا
وحاسدا لنعمة تخاله ... ... ... أسعر ما كان اذا قلت خبا
وبائعا لوطن فيه انتشى ... ... ... بلقمة يلذها وهي الودى
فهل لنا استقامة وعزة ... ... ... وحالنا مشؤومة كما نرى
وأغلب الناس الوفاء عندهم ... ... ... مستهجن وعهدهم على شفا
يجرون في الأهواء لا تكبحهم ... ... ... شكيمة عن دحل ولا هوى
وأدعياء الفضل ان دعوتهم ... ... ... لغمرة الجلى تراموا للعرا
همهم في شهوات طبعهم ... ... ... هم السوام في ارتياد المرتعى
سريهم من جمع المال ولو ... ... ... أفلس من مروءة ومن حجى
اذا دعا المجد تفادى ناقصا ... ... ... وان دعاه بذخ قال انا
لا يشرف اليوم بعقل مقتر ... ... ... والسيد الأقعس من نال الغنى
فخذ من الغمر الدني رأيه ... ... ... ان ملأ الكيس ودعه ان ضقا
تخاضعت له الرقاب عنوة ... ... ... وان جست صفحته وان ظمى
عصائب الاسلام تلكم حالنا ... ... ... وليس يخفى في الظلام ابن رجلا
ما تنظرون في التماس طبعكم ... ... ... قد نكأ الجرح وادنف الضنى
ليس لها الا التفاف قوة ... ... ... بقوة ومقتدى بمقتدى
ليس لها الا نفوس طفئت ... ... ... أضغانها واشتعلت فيها التقى
يلمها الايمان قلبا واحدا ... ... ... وجهته الله وحشوة الهدى
اذا رمت فقوسها واحدة ... ... ... وما رمت وانما الله رمى
دب اليكم داء من قبلكم ... ... ... من حسد يسفعكم ومن قلى
فخلصوا الأنفس من أدوائها ... ... ... فقل من مهما أصابته نجا
ولو تآلفتم على ايمانكم ... ... ... وكانت الأوجه وجها ينتحى
ومحصت أنواره قلوبكم ... ... ... فصفيت من فتنة ومن شذا
ضاق على الخصم الفضاء دونكم ... ... وعزه الاركاس من حيث نزا
عسى الذي قدر ما يهولكم ... ... ... يزيل باللطف الخفي ما عنا
ويمطر الروح على ربوعكم ... ... ... فينضر الروض وان كان ذوى
الفصل الثاني
في المناسبات
قال في المؤتمر الاسلامي المؤسس بمصر على يد رياض باشا:
هزت العالم أدوار البشر ... ... ... ينقضى الدور بأدوار أخر
كل دور رقص الدهر له ... ... ... ضايق العالم وارتاد القمر
أيها العالم سعها جلدا ... ... ... ان نصف الليل يتلوه السحر
Shafi 244