ولا شرفوا الا بخالصة التقى ... ... ... حظوظهم منها البحور الجوامع بهم يقتدى في العلم والهدي والهدى ... ... وعن خلقهم تروي النجوم السواطع
عليهم وقار الرسل أرست جباله ... ... وهم لكمالات النفوس مطالع
تجلت لهم من باطن الشرع حكمة ... ... ولو أظهروها ناقتها الشرائع
ألحوا على الاخلاص حتى تفجرت ... ... على لسنهم بالحمتين ينابع
ولو أظهروا من حكمة السر ذرة ... ... لكانوا بحكم الظاهر الشرك واقعوا
فبورك علما طابع الشرع باطنا ... ... وفي ظاهر الأحكام للعذر قاطع
أولئك أهل الله رحمة أرضه ... ... ... بهم تمطر الارض السحاب الهوامع
أولئك أوتاد الوجود وغوثه ... ... ... وأحوالهم في الاعتبار شوافع
أولئك أهل الحق ما ضل مقتف ... ... هداهم ولا يغوي عليهم متابع
أولئك أهل الفهم ما جار فهمهم ... ... عن الله ما يقضي وما هو شارع
أولئك أهل الخير أما حياتهم ... ... ... فغنم وأما ذكرهم فذرايع
أولئك أهل الفضل حتى ولو فنوا ... ... لهم بركات في الدنا ومنافع
أولئك أشياخي فجئني بمثلهم ... ... ... اذا جمعتنا يا جرير المجامع
ولست بجاء في الوجود بمثلهم ... ... وللقوم شأن في الولاية شاسع
وللقوم ارث صادق من "محمد" ... ... لكل هدى للرسل لا شك جامع
وماذا عسى أن يبلغ الحمد فيهم ... ... وهم لضياء المرسلين مطالع
نعم أن نور الرسل في قلب ختمهم ... ... وفي القوم نور الختم أبلج ساطع
سرى علمهم بالله في سر سرهم ... ... وهذا لصدق الاتباعين تابع
وما صدقوا في الاتباع لغاية ... ... ... ولكن لحب الله فيهم نوازع
ومحترق الأركان من خوف ربه ... ... له صعقات بينه ومصارع
له ما عدا العلم القديم صحيفة ... ... ... يشاهد فيها صنعه ويطالع
ومهما يكن في الملك والملكوت من ... ... بدائع لم تحجبه تلك البدايع
يرى كل شيء غير مرضاة ربه ... ... رمادا به اشتدت رياح زعازع
ولو خالست منه العلائق لفتة ... ... ... كفاها من التوفيق عنه ممانع
يطارد آفات الوجود بعزمه ... ... ... فتنكص حسرى عنه والعزم ناصع
رمى عرض الدنيا وراء يقينه ... ... ... بأن وراء الحد شأنا يسارع
يحرر نفسا من عبودة مطمع ... ... ... سوى رغب فيه الى الله طامع
به أنف الأملاك في نضرة الغنى ... ... وما نال منه ما تقل الأصابع
Shafi 230