206

Diwan

ديوان أبي مسلم ناصر بن سالم الرواحي

Nau'ikan

جازوا الجسور خفاف الحاذ وقرهم ... ... زهد وخوف واصبار وشكران

فاز المخفون من دار الغرور فلا ... ... خوف عليهم ولا بالقوم أحزان

مضوا وآثارهم نور وذكرهم ... ... ... رحمى ومضجعهم روح وريحان

تتابعوا دولة في أثر سابقة ... ... ... كما جلى الرسل أحيان فأحيان

حتى انجلى الكوكب الدري فانكشفت ... ... بنوره عن وجوه الحق أغيان

هنالك انبعثت روح الحياة الى ... ... ... جسم الوجود وقد أراده طغيان

وقام للحق شأن بعدما لغيت ... ... ... من الكوارث أحكام وأديان

واصلت الله أصليتا يحس به ... ... ... سواعدا شدها بغي وكفران

وأعرب الكون عن بشرى ضمائره ... ... فالكائنات أغاريد وألحان

أمنية رقب الاسلام طلعتها ... ... ... أتاحها الله لم يضرب لها آن

وللأماني أوقات اذا قدرت ... ... ... وللأماني آيات وايذان

تمنعت في خدور الغيب آونة ... ... ... ثم انجلت فانجلى عدل واحسان

ما ساورتها صروف الدهر اذ نجمت ... ... وما لرد مراد الله امكان

وحكمة الله في التدبير قاهرة ... ... ... وقائد العقل في المقدار حيران

يقضي بما يشاء والأسباب جامدة ... ... ويحكم الأمر والأفكار عميان

يختص من شاء بالرحمى ويصرفها ... ... عمن يشاء وفي الحكمين رحمن

ان الذي يتعاطاه الذكاء لدى ... ... ... حكم المقادير تخمين وبهتان

ما حيلة الظن والأوهام في قدر ... ... الا قصور وعجز ثم اذعان

لابد أن تربط الأفهام وحدته ... ... ... ولو تطاول تقريب وامعان

خذ ما أتاك وسلمها لخالقها ... ... ... فالشأن لا غير للاكوان ديان

انظر الى دولة أعيت معاجرها ... ... رأى الفحول ففيها ثم برهان

أرادها الله فاحتلت مناصبها ... ... ... والعقل في نصب والكون اسجان

بأسهم الله ترمي من يقاومها ... ... ... ولا يقوم لسيف الحق بطلان

ان الأسنة لا تعدو مقاتلها ... ... ... ان شد بالجد والتوفيق مطعان

عادت الى جدلها من طول غربتها ... ... خلافة الله والاسلام جذلان

عناية الله تحدوها لموطنها ... ... ... وللخلافة في الاسلام أوطان

تنحو ابن بجدتها العليا وبؤبؤها ... ... وشأنها لمصاص المجد خلصان

تقلد العقد منها صدر قيمها ... ... ... صدر بخالصة الايمان ملآن همامها العاصم الكافي لعصمتها ... ... له على حملها جد وأقران

Shafi 207