Diwan Ibn Mushrif

ديوان ابن مشرف

Nau'ikan

waƙa

البحر : رجز تام 1

الحمد لله الاله الواحد

المتعالي شأنه عن والد

2

فلم يلد جل ولا يولد ولا

كفوا له فجل شأنا وعلا

3

ثم الصلاة والسلام سرمدا

على الذي أوضح منهاج الهدى

4

محمد المبعوث بالإيمان

حين طغت عبادة الأوثان

5

فأرشد الناس إلى التوحيد

بسيفه وقوله السديد

6

صلى عليه الله ثم سلما

مضاعفا رحمته معظما

7

والآل والأزواج والأصحاب

ما همل الودق من السحاب

8

لأنها فرض على المكلف

وليتبع فيها سبيل السلف

9

أكرم به في الدين من سبيل

خال من التحريف والتبديل

10

Shafi 1

لكنه مندرس وقد عدل

سعى الورى عن نهجه غير الأقل

11

من أجل ذا أحببت أن أؤلفا

فيه كتابا موجزا كي يعرفا

12

Shafi 2

فاخترت نظمه لكون النظم

أقرب للفهم وضبط الحكم

البحر : رجز تام 1

إيماننا قول وقصد وعمل

إن وافق الشرع به نيل الأمل

2

والزيد والنقصان للإيمان

يعرض بالطاعة والعصيان

3

اعلم بأن الدين مبني على

خمس دعائم كما قد نقلا

4

وهي الشهادتان والصلاة

والحج والصيام والزكاة

5

فشرحه عقيدة الجنان

والنطق والخدمة بالأركان

6

ثم إذا نظرت بالإمعان

وجدته حقيقة الإيمان

7

وفسر الإيمان خير مرسل

بأنه الإيمان بالله العلي

8

وبالملائك العلا ورسله

والبعث والمقدور أيضا كله

9

فالخير والشر جميعه صدر

من أمر ربنا وذا هو القدر

10

وفسر الإحسان سيد الورى

أن يعبد الله كأنه يرى

11

Shafi 3

فالعبد إن لم يره فالله

جل قريب شاهد يراه

12

هذا هو الدين فمن قد عرفه

محققا كفته تلك المعرفة

13

برهانه سؤال جبرائيلا

عن ذي الخصال كلها الرسولا

14

وقد أجابه النبي المصطفى

بما ذكرنا شرحه وقد شفى

15

Shafi 4

وقال ما معناه ذا الأمين

أوضح دينكم فهذا الدين

البحر : رجز تام 1

واعلم بأن أضرب التوحيد

قدر ثلاثة بلا مزيد

2

توحيد رب الناس في الملك وفي

صفاته وفي العبادة اقتف

3

فالأول اعتقاد كون الملك

لله وحده بغير شرك

4

وأنه رب جميع الخلق

موجدهم مولي جميع الرزق

5

والثاني أن يوحد الله على

أسمائه وفي صفاته العلى

6

وكل ما به تعالى وصفا

لنفسه على لسان المصطفى

7

فإن وصفه به جل لزم

والحكم في أسمائه كذا التزم

8

فمن صفاته البقاء والقدم

جل ابتداء ودواما عن عدم

9

إذ هو أول بلا بداية

وآخر يبقى بلا نهاية

10

Shafi 5

ليس له من والد ولا ولد

حاشا ولا صاحبة جل الصمد

11

فهو تعالى الواحد الفرد الأحد

ليس له ند ولا كفو أحد

12

والملك المالك والمليك

ليس له في ملكه شريك

13

ولا مظاهر ولا وزير

حاشا ولا مثل ولا نظير

14

بل كل ما سواه فهو خلقه

عبد له يجري عليه رزقه

15

فهو السميع العالم البصير

والحي والمريد والقدير

16

ومن صفات ذاته القيام

بنفسه لا الغير والكلام

17

كلم موسى بكلامه الذي

من وصف ذاته فبالحق خذ

18

والصحف والتوراة والزبور

وبعده الإنجيل والمسطور

19

أعني كتاب أحمد الأواه

جميعها عين كلام الله

20

Shafi 6

لفظا ومعنى عند أهل الحق

وإنما المخلوق صوت الخلق

21

وحبرهم والخط والسجل

قضى بهذا العلماء الجل

22

فالصوت للقارىء والكلام

لله ذا به قد استقاموا

23

فاللفظ والمعنى من القرآن

قد نزلا من ربنا الرحمن

24

تكلم الله به فاسمعا

أمينه جبريل نعم مودعا

25

فبلغ النبي جبرائيل

جميع ما حمله الجليل

26

ثم تلقاه من النبي

أصحابه بلفظه القدسي

27

وأنه الآن على ما قد نزل

ولا يزال هكذا ولم يزل

28

مبرأ عن اتيان الباطل

ليس بمنسوخ ولا مبدل

29

ونحو طس ويس وما

ضاهاهما ربي به تكلما

30

وقد أتى الترتيب منه حسبما

لقنه نبينا وعلما

31

Shafi 7

وحسبما أثبت في المصاحف

رسما فلا تصغ إلى مخالف

32

ثم كلام الله كالقرآن

ليس بمحدث ولا بفاني

33

واللفظ من ذلك والمعاني

في الحكم عند العلما سيان

34

فمن يقل بأنه قول البشر

فكافر والله يصليه سقر

35

ومن يقل بخلقه أو سطره

فهو مضل فاستعذ من شره

36

هذا هو الحق فدع عنك الهوى

والله ربنا على العرش استوى

37

لكن بلا كيف ولا تمثيل

جل فنزهه بلا تعطيل

38

فالواجب الإيمان باستوائه

ولا تفسرنه باستيلائه

39

إليه تعرج الملائك العلا

والروح والأمر ومنه أنزلا

40

والمصطفى به إليه أسرى

فجاوز السبع الطباق فادر

41

Shafi 8

فطيب القول إليه يصعد

وفطرة الخلق بهذا تشهد

42

هلا سألت كل عبد يسأل

هل نفسه تجنح إلا للعلو

43

وأنه قد رفع ابن مريما

له وسمى نفسه من في السما

44

وقد أشار المصطفى بالأصبع

نحو السماء مشهدا في مجمع

45

فالله ذو العرش على العرش استوى

وعلمه لكل شيء قد حوى

46

وما اقتضى التشبه مثل العين

والوجه والاصبع واليدين

47

وتؤمن به لكن مع التنزيه

له عن التمثيل والتشبيه

48

فالله ليس مثله شيء ولا

له سمى جل شأنا وعلا

49

فذاته لا تشبه الذوات

ووصفه لا يشبه الصفات

50

من شبه الله بخلقه كفر

ومن نفى صفاته أصلى سقر

51

Shafi 9

والمؤمنون كلهم في الأخرى

يرون ربهم عيانا طرا

52

وكل ما قدره الله وما

قضى به إيماننا قد لزما

53

فالله خالق لفعل عبده

جميعه من خير أو من ضده

54

لأنه قد أوجد العبادا

وكل ما قد عملوا إيجاد

55

لكن يلامون على ما كسبوا

ذهو فعلهم إليهم ينسب

56

فمن يشأ وفقه بفضله

ومن يشأ أضله بعدله

57

ثم الشقي ذو الشقاء الأزلي

كعكسه فليس بالمنتقل

58

وأرسل الله تعالى الرسلا

لقطع أعذار الورى تفضلا

59

والصدق والتبليغ والأمانة

في حقهم يلزم كالصيانة

60

Shafi 10

عن مطلق الذنوب والرذائل

إذ شأنهم حيازة الفضائل

61

ومن أجاز كذبهم للمصلحة

فكافو ردته متضحة

62

ثم نبوة النبيين هبة

من ربهم ذو الفضل لا مكتسبة

63

ثم جميع الأنبياء والرسل

بينهم تفاوت في الفضل

64

لكنهم قد ختموا بالأفضل

منهم نبينا ختام الرسل

65

فلا نبي بعده كلا ولا

مبشرا أو منذرا أو مرسلا

66

فما لشرع دينه من ناسخ

وما لعقد حكمه من فاسخ

67

وكل شرع قبل شرعه نسخ

بشرعه الزاكي الذي لا ينتسخ

68

لكن شرعه الزكي المرضي

يجوز نسخ بعضه بالبعض

69

لحكمة وسر أمر مقضى

وليس في ذاك له من نقض

70

وأيد الله جميع الرسل

بمعجزات باهرات العقل

71

Shafi 11

كي يلزم الحجة أهل الجهل

وكل ذا على سبيل الفضل

72

وأيد الله نبينا بما

أيد رسله به وأعظما

73

فمعجزات المصطفى لا تحصى

عدا ولا توعى ولا تستقصى

74

منها كلام الله نعم المعجز

بحر محيط بالعلوم موجز

75

ما مثله في الحسن والصياغة

قد عجزت عن مثله البلاغة

76

وقد تحدى الله سائر البشر

والجن من ذاك بأقصر السور

77

فأحجموا عن ذلك الميدان

ولم يكن لهم به يدان

78

ثم بمعراج النبي حسبما

أخبرنا إيماننا قد لزما

79

أسرى بروحه وبالجسم معا

على البراق ليله فارتفعا

80

Shafi 12

فجاوز السبع السموات العلى

وقد رأى الله إلهه علا

81

وقد دنا من ربه فأوحى

إليه جل شأنه ما أوحى

82

هذا هو الحق فدع عنك المرا

وكم لرسل الله من فضل جرى

83

ومن جميع السوء زوجات النبي

براء فقد طبن لذاك الطيب

84

فما زنت زوج نبي قط

حاشا وما زنى عداه السخط

85

وافضل القرون قرن المصطفى

فمن قفاهم ثم من لهم قفى

86

وافضل الصحابة الصديق

ذو السبق عبد الله أو عتيق

87

ثم المكنى بأبي حفص عمر

ثم ابن عفان الشهيد ذو الغرر

88

ثم علي ثم باقي العشرة

فالبدري فالأحدي فاهل السمرة

89

والكف عما بينهم قد شجرا

حتم فإن خضت فكن معتذرا

90

ومالك والفاضل النعمان

والشافعي والرضي سفيان

91

Shafi 13

والليث والحبر الإمام أحمد

والظاهري الفاضل المعتمد

92

ونحوهم أئمة يهدونا

بالحق أيضا وبه يقضونا

93

ولم يحب تقليدهم إلا لمن

يعجز عن فهم الكتاب والسنن

94

والموت حق مالك قد وكلا

بقبض روح من أتم الأجلا

95

وكل من مات بهدم أو غرق

أو قتل أكل سباع أو حرق

96

أو نحوها من كل مزهق حصل

مات بعمره وقد حان الأجل

97

والروح لا تفنى ولا عجب الذنب

ومنه ينشى جمسه الذي ذهب

98

والروح بعد الموت في نعيم

أو في عذاب موجع أليم

99

والشهداء يرزقون أحياء

عند الههم كما في الدنيا

100

Shafi 14

أرواحهم في جوف طير خضر

تجنى من الجنة خير الثمر

101

وتنتهي إلى قناديل ذهب

قد علقت بالعرش فاطرح الريب

102

واعلم بأن فتنة القبور

حق كما في الخبر المأثور

103

وهي سؤال الهالك الدفين

حين يوارى عن أصول الدين

104

عن ربه والدين والنبي

كما أتى في الخبر المروي

105

والساعة الدهماء حق واقعة

ميقاتها أظل وهي القارعة

106

وهي بأن ينفخ إسرافيل

في الصور إذ يأمره الجليل

107

ثم ترى السماء تمور مورا

مثل الرحى حين تدور دورا

108

وتنثر النجوم منه كالمطر

وتجمع الشمس هناك والقمر

109

كلاهما صورته مغيرة

ذا خاسف وهذه مكورة

110

Shafi 15

وتنكفي السماء مثل الفلك

من بعد أن يشق هذا الملك

111

ثم تصير وردة كالدهن

والمهل والجبال مثل العهن

112

وسيرت من شدة الزلزال

ثم غدت من جملة الرمال

113

ثم البحار فجرت تفجيرا

وبالجحيم سجرت تسجيرا

114

ثم إذا ما حان اخراج الورى

صب على الأرض تعالى مطرا

115

أبيض كالمنى أربعينا

يوما فمن ذلك ينبتونا

116

كالبقل ثم يبعث الله الملك

لنفخه في الصور بعد ما هلك

117

ثم يصيح صيحة في الصور

ينفض منها ساكنو القبور

118

فترجع الأرواح للأجساد

فذاك يوم الحشر والمعاد

119

فيه يعاد الجسم والروح معا

وينهض الميت سريعا فزعا

120

يمشون حافين عراة غرلا

لموقف فظيع يشيب الطفلا

121

Shafi 16

ثم به يحاسب المكلف

عن كل شيء وتطير الصحف

122

ويستقر في يمين المتقى

كتابه وعكس ذلك الشقي

123

والوزن بالميزان للصحائف

حق فدع عنك هوى المخالف

124

ويضرب الجسم على جهنما

ثم تجوزه العابد حسبما

125

جدوا إلى الطاعة بالمسارعة

في دار دنياهم فتلك المزرعة

126

والجنة الحسناء مع جهنم

أوجدنا من قبل خلق آدم

127

ثم كلا الدارين لا تفني كما

لا يدرك الفناء من حلهما

128

ولم يخلد مؤمن في النار

بذنبه بل جملة الكفار

129

والشرك لا يغفره الله حشا

وغير يغفره لمن يشا

130

والسيئات بعضها صغائر

كما أتى وبعضها كبائر

131

Shafi 17

فالعمل الصالح للصغائر

مكفر كالترك للكبائر

132

فالوضوء والجمعة والصلاة

والصوم والحج مكفرات

133

وإنما كفارة الكبائر

بتوبة العبد وعفو الغافر

134

ويؤمر المذنب بالمتاب

من ذنبه فورا على الإيجاب

135

والتوبة الإقلاع منه والندم

ورده مظلمة الذي ظلم

136

والله جل شأنه تكفلا

لخلقة برزقهم تفضلا

137

فيرزق الله الحلال المحكما

ويرزق المكروه والمحرما

138

ولا ينافي الأخذ بالأسباب

توكل العبد على الصواب

139

فالمصطفى المختار غير متكل

قال لمن يسأل قيد واتكل

140

وكل ما جاء به الرسول

حق له يلزمنا القبول

141

Shafi 18

وهو على قسمين ما قد علما

مجيئه به ضرورة وما

142

سوايا فالأول من له جحد

فإنه يقتل كفرا دون حد

143

Shafi 19

وقد تناهى القول في الأسماء

وفي صفاته على استيفاء

البحر : رجز تام 1

وحق أن نشرع المقال

في واجب التوحيد بالأفعال

2

وذلك التوحيد في العبادة

وهو بمعنى كلمة الشهادة

3

فهي له في غاية المحبة

من دعوة ورغبة ورهبة

4

والذبح والنذور والتوكل

ونحوه من كل تعظيم جلي

5

فكل ما ذكرته معناه

تفسير لا إله إلا الله

6

لأن معناها كما لا يشتبه

أن يعبد الله ولا يشرك به

7

وليس معناها كما قد زعما

مجرد النطق بلفظها فما

8

إذ لو أريد اللفظ قط لسهل

على قريش قولها وما ثقل

9

حين دعاهم إليه المصطفى

مع علمهم بالسبق منه والوفا

10

Shafi 20