Diwan na Ibn Nubata
ديوان ابن نباتة المصري
Mai Buga Littafi
دار إحياء التراث العربي
Lambar Fassara
بدون
Inda aka buga
بيروت - لبنان
وتذللًا في الخلق بعد تعززٍ ... وتحيرًا في الأمر قبل توقع
حتى كأنَّ العقلَ ليس بعاقلٍ ... إياك أن تعي بأمرٍ مفضع
إن تستبنْ لك حيلة في الأمر لا ... تعجزْ وإنْ لم تستبن لا نجزع
ولقد أراعي الصبر فيما أشتكي ... من مؤلمٍ والصبر بعض تجزعي
شيبت حياتي ثم شابت لمتي ... في غير ذخرٍ للمعاد مجمّع
فالرأس مشتعلٌ بشيبٍ أبيضٍ ... والقلب مشتعلٌ بشيبٍ أسفع
ومع المشيب ففي من سنّ الصبى ... جهلٌ وضرسُ غوايةٍ لم يقلع
أوَّاهُ من سنٍ وأسنانٍ مضت ... في فعليَ العاصي وقولي الطيّع
سنٌّ علا كبرًا وسنّ قد هوى ... تلفًا ولسنٌ إن يؤخر يفزع
وتشاغلي فيما يضر وحسبه ... لو لم يضرّ بأيّه لم ينفع
همَّان من دنيا وآخرةٍ فيا ... للحيرتين بمعضل وبمُضلع
وبلية الإنسان منه وإنما ... بك يا شفيع المذنبين تشفعي
سارت إليك صلاةُ ربك ما سرت ... لحماك ناجيةُ المحبّ الموضع
وتوسَّلت بك مدحةٌ سيارةٌ ... سيرَ النجوم من ابتداءِ المطلع
ونظيمة من طيّب الكلمِ الذي ... لسوى مقامك في الورى لم ترفع
عوَّذتُ من عين الحسود عيونها ... من حرف مطلعها بحرف المقطع
وتخذتها عينًا ترَوّيني غدًا ... وترى لذي الدارين منجًا منجعي
إن كنتُ حسانًا بمدحك نائبًا ... فسناك أرشده وقال ليَ اتبع
سجعت لك المداح في طرق الهدى ... والمكرمات ومن تطوّق يسجع
وقال مؤيدية
الطويل
أجبت منادي الحب من قبل ما دعا ... فإن شئتما لومًا وإن شئتما دَعا
ليَ الله قلبًا صير الوجد شرعةً ... وجفنًا قريحًا صير الدمعَ مشرعا
كنافة لحظٍ خلفتني من الهنا ... قَصِيًّا وفكري للهموم مجمَّعا
وسالف عهدٍ بالعقيق ذكرته ... فعاد بدُرّ المدمعين مرصّعا
يخوفني بالسقم لاحٍ وليت من ... عنانيَ أبقى فيّ للسقم موضعا
1 / 293