البحر : متقارب تام
أراعك ما راعني من ردى ؟
وجدت له مثل حز المدى
وهل في حسابك أني كرعت
برزء الإمام كؤوس الشجا ؟
كأني وقد قيل لي إنه
أتاه الردى في يمين الردى
فقل للأكارم من هاشم
ومن حل من غالب في الثرى
ردوها المريرة طول الحياة
وكم وارد كدرا ما انروى
وشقوا القلوب مكان الجيوب
وجزوا مكان الشعور الطلى
وحلوا الحبا فعلى رزئه
كرام الملائك حلوا الحبا
ولم لا ؟ وما كتبوا زلة
عليه وأى امرىء ما هفا ؟
فيا ليت باكيه مابكاه
وياليت ناعيه مانعى
به تقتدي عن إمام الورى
ويا ليتني كنت عنه الفدا
Shafi 1
هو الموت يستلب الصالحين
ويأخذ من بيننا من يشا
فكم دافعوه ففات الدفاع
وكم قد رقوه فأعيا الرقى ؟
مضى وهو صفر من الموبقات
نقي الإزار خفيف الردا
إذا رابه الأمر لم يأته
وإن خبث الزاد والى الطوى
تعز إمام الورى والذي
به نقتدي عن إمام الورى
وخل الأسى فالمحل الذي
جثمت به ليس فيه أسى
فإما مضى جبل وانقضى
فمنك لنا جبل قد رسا
وإما فجعنا ببدر التمام
فقد بقيت منك شمس الضحى
وإن فاتنا منه ليث العرين
فقد حاطنا منك ليث الشرى
وأعجب ما نالنا أننا
حرمنا المنى وبلغنا المنى
Shafi 2
لنا حزن في محلل السرور
وكم ضحك في خلال ' البكا '
فجفن لنا سالم من قذى
وآخر ممتلئ من قذى
فيا صارما أغمدته يد
لنا بعدك الصارم المنتضى
ويا ركنا ذعذعته الخطوب
لنا بعد فقدك ركن ثوى
ويا خالدا في جنان النعيم
لنا خالد في جنان الدنا
فقوموا انظروا أي ماض مضى
وقوموا انظروا أي آت أتى
فإن كان قادرنا قد مضى
فقائمنا بعده ما مضى
ولما دوينا بفقد الإمام
عجلت إلينا فكنت الدوا
رضيناك مالكنا فأرضنا
فما نبتغي منك غير الرضا
ولما حضرناك ' عند ' البياع
عرفنا بهديك طرق الهدى
Shafi 3
فقابلتنا بوقار المشيب
كمالا وسنك سن الفتى
وجئناك تتلو علينا العزاء
فعزيتنا بجميل العزا
وذادت مواعظك البالغات
أخامصنا عن طريق الهوى
وعلمتنا كيف نرضى إذا
رضى الله أمرا بذاك القضا
فشمر لنا أيهذا الإمام
وكن للورى بعد فقر غنى
ونح عن الخلق بغي البغاة
وعط عن الدين ثوب الدجى
فقد هزك القوم قبل الضراب
فما صادفوك كليل الشبا
وأعلمهم طول تجريبهم
بأنك أولاهم بالعلى
وأنك أضربهم بالسيوف
وأنك أطعنهم بالقنا
وأنك أضربهم في الرجا
ل عرقا وأطول منهم بنا
Shafi 4
وأنك والحرب تغلى لها ال
مراجل أوسع منهم خطا
وأنك أجودهم بالنضار
وأنك أبذلهم للندى
سقى الله قبرا دفنا به
جميع العفاف وكل التقى
وجاد عليه قطار الصلاة
فأغناه عن قطرات الحيا
وميت له جدد مابلين
مآثره لا يمس البلى
وإن غاب من بعد طول المدى
فإنك أطول منه بقا
Shafi 5
البحر : وافر تام
ألا ماذا يريبك من همومي
ومن نبوات جنبي عن فراشي
ولي في كل شارقة خليل
أفارقه بلا نزوات واش
وأنزع وصله بالرغم مني
كما نزعت يدي عني رياشى
إلى كم ذا التتابع والتمادي
وكم هذا التصامم والتغاشى ؟
وكمشنف ينكد لا يحابى
وصم كالأراقم لا تحاشي
يكون بها انحطاطي وارتفاعي
ومن يدها انتكاسي وارتعاشى
وماهذا العكوف على حقير
يساق إلى التحلل والتلاشى ؟
فضرب بالرؤوس بلا نجيع
وطعن في النحور بلارشاش
وكم أنجى فتى خاض المنايا
إذا ما شكن بمنعن انتعاشى
ويفدي واهنا فيه بندب
ويسبق راكبا مما يماشى
Shafi 6
~ وأرداه على ثبج الفراش
فيا متنظرا مني احتراشا
متى يأتي على يدك احتراشي ؟
فجعت بمشبع السغبات جودا
وناقع غلة الهيم العطاش
ووهاب اللها في يوم سلم
وضراب الكلى يوم الهراش
تغلغل حبه في أم رأسي
وخاض وداده مني مشاشي
وأفرشني القتاد أسى عليه
فليت لغيره كان افتراشي
وكنت على الرزايا ذا إباء
فقد قادت رزيته خشاشى
وقلت لمن لحا سفها عليه
وراج في الملامة مثل خاش
تعنفني وبالك غير بالي
وتعذلني وجأشك غير جاشى
ولست سواه متخذا خليلا
ولايغشى هواي سواه غاش
Shafi 7
فإني إن فزعت إلى بديل
فزعت إلى الأجاج من العطاش
فمالي بعد فقدك طيب نفس
ولاجذل بشيء من معاشي
Shafi 8
البحر : متقارب تام
لقد ضل من يسترق الهوى
وعبد الغرام طويل الشقا
وكيف أحل بدار الصغار
ولي همة تزدري بالذرا ؟ !
وتظلم دوني طرق الصواب
ومنى استعار النهار السنا ؟ !
رويدك يا خدعات الزمان
كفاني فعالك فيمن مضى
جذبت عنان شديد الجموح
وراودت مستهزئا بالرقى
يعد الغنى منك غرم العقول
وأن ثراءك مثل الثرى
ومن ملأت سمعه الذابلات
وقرع الظبا لم يرعه الصدى
رمى الدهر بي في فم النائبات
كأني في مقلتيه قذى
ولم يدر أني حتف الحتوف
وأرديت بالسيف عمر الردى
وأني لبست ثياب العراء
ولا مؤنس لي غير المها
Shafi 9
وقلب نبا عنه كيد الزمان
فما للمنى في رباه خطا
إذا نازعتني خطوب الزمان
ملأت به فرجات الملا
ألوح بالنقع وجه النهار
وأحسر بالبيض وجه الدجى
على سابح في بحار المنون
كفيل بوطء الشوى بالشوى
أنال به فائتات الوحوش
وألمس من صفحتيه السها
إذا ما نظرت إلى لونه
رأيت الدجى قد تردى الضحى
عذيري من مدع للعلى
ولم يحن بالسير ظهر السرى
ولا حملته ظهور الجياد
ولا رويت في يديه الظبا
وما كل ذي عضد باطش
ولا كل طرف سليم يرى
وبعض الأنام الذي ترتضيه
وبعض الرؤوس مغاني الحجا
Shafi 10
فكم من طرير يسوء الخبير
وكم فرس لا يجاري العفا
دع الفكر فيمن أعل الزمان
وإلا فقم باعتدال الشفا
فما غيرت كف ذي صنعة
بأخفى التحلي مكان الحلى
وللطبع أقهر من طابع
وألحظت أعينهم غرة
سقى الله منزلنا بالكثيب
بكف السحائب غمر الحيا
محل الغيوث ومأوى الليوث
وبحر الندى ومكان الغنى
فكم قد نعمت به ما اشتهي
ت مشتملا بإزار الصبا
تعانقني منه أيدي الشمال
ويلثم خدي نسيم الصبا
وكم وردته ركاب العفاة
فأصدرتها ببلوغ المنى
إذا ما طمت بي أشواقه
دعوت الحسين فغاض الأسى
Shafi 11
فتى لا تعثر آراءه
بطرق المكارم صم الصفا
يجود بما عز من ماله
فإن سيل أدنى علاه أبى
ويوماه في الفخر مستيقنان ؛
فيوم العطاء ويوم الوغى
يفيض بهذا جزيل الحباء
وقري بهذا القنا في القرا
تعرف في الخلق بالمكرمات
فأغنته عن رائقات الكنى
وأخرس بالمجد قول العداة
وأنطق خرس اللها باللها
أيا من كبا فيه طرف الحسود
فأما جواد مديح فلا
تمنى أعاديك ما فارقوه
ومن دون ما أملوه العلى
وعرض يمزق مرط العيوب
ويهتك عنه برود الخنا
ولولا علوك عن قدرهم
لحكمت فيهم طوال القنا
Shafi 12
وألظت أعينهم غرة
تفارق منها الجسوم الطلى
لقد عصمتهم سفاهاتهم
وكهف السفاهة بئس الحمى
أبى الله والمجد والمشرفي
وسمر الرماح مراد العدا
تهنأ بشهر تهنأ منك
بصدق اليقين وصدق التقى
فهذا به تستضىء السنون
وأنت بمجدك فخر الورى
ولو فطن الناس كنت السوا
د من كل طرف مكان المقا
فعش عيشة الدهر ياطرفه
عميم المكارم ماضي الشبا
ولايصبرنك هذا الزمان
وأنت المطا ، والأنام الصلا
Shafi 13
البحر : طويل
خليلي ألا عجبتما بالقلائص
على حائر في عرصة الدار شاخص
يخال ورسم الحي يخرس نطقه
أخا ميتة لولا ارتعاد الفرائص
ولما تولوا يحملون قلوبنا
على ارتكاب بالحدوج رواقص
ظللنا بذي الأرطى كأن عيوننا
مزاد أضلتهن راحة عافص
نقاسمهم شطر العيون فماترى
من القوم إلا ناظرا بتخاوص
ونلثم في ربع الذين تحملوا
من التراب آثار الخطا والأخامص
بنفسي وإن لم أرض نفسي أوانس
يفتلن في جنح عقود العقائص
عفائف يكتمن المحاسن كلها
وينظرن وهنا من عيون الوصاوص
فراق لنا لم يدعه نعق ناعق
ومنصدع لم يجنه قبص قابص
ومن ذا الذي تبقى على الهجر والنوى
مودته غير المحب المخالص
Shafi 14
وزار على مجدي ولم أرزاريا
على الفضل إلا مثقلا بالمناقص
ألا لا تفاحصني فتعلم أينا
يروح ويغدو خازيا بالمفاحص
وكيف تساميني وظلك قالص
وظلي على سوح العلا غير قالص ؟
وأنت حريص أن يقال مؤمل
وإني على كسب العلا غير حارص
وأبني أهاضيب المكارم والندى
وأنت معنى بابتناء القرامص
بني عمنا كم نكظم الغيظ منكم
على لاذعات بيننا وقوارص ؟
وددتم بان المجد أصبح شاردا
وليس لنا فيه اقتناص لقانص
وماذا عليكم من علا رتباتكم
ولم تبتنوها في أجل المراهص
وتطوون منا ماقضى الله نشره
وماضر ضوء الصبح إنكار غامص
تعالوا نعد النجر والسنخ واحد
فماذا وقد تناكم بالخصائص
Shafi 15
تعالوا نعد الفخر منا ومنكم
لننظر أولانا برجع النقائص
فما لكم مجد سوى مال باخل
ولافيكم مدح سوى قول خارص
وما أنتم بخل البطون لزادكم
ولكن لأزاود البطون الخمائص
بني عمنا كم تسرحون بهامكم
بعقوة مفتول الذراع قصاقص
وكم تحملونا كل يوم وليلة
على ظهر جماح من الشر قامص
يعن فيجري ملء كل فروجه
ويتلى غداة الجري منه بناكص
أفي الحق أن نمشي الضراء وأنتم
تدبون من خلفي دبيب الدعامص
ونرضى بدون النصف منكم وأنتم
تلطون إلطاط الغريم الملاوص
ولم تعطسوا لولاى إلا بأجدع
ولم تنظروا إلا بعمي بخائص
ولم تركبوا إلا قرا كل ظالع
أجب سنام الظهر بالرحل شامص
Shafi 16
صلوا الحسب الماضي بما لا يشينه
فكم ذي نجار خالص غير خالص
ولاتحصلوا من جانب الفخر كله
على أول زاك وأصل مصامص
وكونوا ابتداء الفخر لاغابة له
وثبتين في مرأى وفي فحص فاحص
كأني بها تختال بين صفائح
رقاق وأرماح طوال عوارص
تسد فجاج العذر منا ومنكم
فليس إلى عذر محيص لحائص
Shafi 17
البحر : سريع
ناد امرءا غيب خلف النقا
فكم فتى ناديته ما وعى
وقل لمن ليس يرى قائلا :
بأي عهد دب فيك البلى ؟
وكيف دليت إلى حفرة
يمحوك محو الطرس فيها الثرى
كذي ضنى ملقى ، وليت الذي
سيط به جسمك كان الضنى
أرقني فقدك من راحل
واستل من عيني طعم الكرى
وبنت لا عن ملل من يدي
وغبت عن عيني لا عن قلى
فكيف وليت وخلفتني
أكرع من بعدك كأس الأسى
كأنني سار عل قفرة
مسلوبة أعلامها والصوى
أو منخفض من كل أزواده
يحرقه القيظ بنار الصدى
وصاحب لي صبا به
ودورهم في النائبات الحمى
Shafi 18
تم ولما لم يجد منتهى
غافصني فيه طروق الردى
خولسته محتظرا رابعا
كالنجم ولى أو كغصن ذوى
بأسا وعزا في محل السها
وفي فؤادي منه نار القرى
وإن تقلبت على مضجعي
كان لجنبي فيه جمر الغضا
وكان في العينين لي قرة
فصار ميتا لجفوني قذى
قد قلت للمسلين عن حزنه
ما أنا طوعا لعذول سلا
فإن رقا دمعي فلم يبكه
. . . فلن أصبح فيمن بكى
وكيف أسلاه وبي صبوة !
أم كيف أنساه وفيه الهدى ؟
كان كنار أضرمت وانطفت
أو بارق مالاح حتى انجلى
أو كوكب ما لحظت نوره
في أفقه العينان حتى خوى
Shafi 19
عليك إن شئت دموع الحيا
معرسا في عرصات الخنا
وإن تنط سوا إلى حفظه
فهو على طول المدى ما فشا
كم أخذ الدهر لنا صاحبا
وكم طوى في تربه ما طوى
وكم أمالت كفه صعدة
عالية شاهقة المرتقى
إن شئت أن تعجب فانظر إلى
مرتبع باد وربع خلا
ونعمة سابغة قلصت
ومنزل بعد كمال غفا
ومعشر حلوا ولم يرتضوا ~
من دون ما أرغم آنافهم
ضرب الوريدين وطعن الكلى
أكفهم للمجتدين الغنى
ودوره في النائبات الحمى
وكم لخم من معجز باهر
أظهره للناس يوم الوغى
Shafi 20