134

Discussions on Creed in Surah Az-Zumar

مباحث العقيدة في سورة الزمر

Mai Buga Littafi

مكتبة الرشد،الرياض،المملكة العربية السعودية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٥هـ/١٩٩٥م

Nau'ikan

الوجه الثالث: يقال له: إن الإرادة في كتاب الله نوعان: ١ـ إرادة قدرية كونية. ٢ـ إرادة شرعية دينية. فالشرعية المتضمنة للمحبة والرضا، والقدرية الكونية هي: الشاملة لجميع الموجودات فما شاءه - سبحانه - كان وما لم يشأه لم يكن مثال الإرادة القدرية الكونية قوله تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا﴾ ١. وقوله تعالى حكاية عن نبيه هود ﵇: ﴿وَلا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ﴾ ٢. فهذه الإرادة تعلقت بالإضلال والإغواء. ومثال الإرادة الشرعية الدينية الأمرية قوله تعالى: ﴿يُرِيدُ اللهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ﴾ ٣. وقوله تعالى: ﴿مَا يُرِيدُ اللهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ﴾ ٤. فالأمر الشرعي إنما تلازمه الإرادة الشرعية الدينية ولا تلازم بينه وبين الإرادة الكونية القدرية٥. فالله تعالى أمر الكافر بالإيمان وأراده منه شرعًا ودينًا، ولم يرده منه كونًا وقدرًا ولو أراده كونًا لحصل ذلك، لأن الإرادة الكونية القدرية لا يتخلف عنها المراد بخلاف الإرادة الشرعية قد يتخلف المراد بها. ولو اعترض المعتزلة وقالوا: ما الفائدة من أمر الله بالشيء وهو لا يريد وقوعه؟ يجاب بأن الفائدة في ذلك ابتلاء الخلق وليتميز المطيع من غيره ولذلك أمر الله خليله إبراهيم عليه

١- سورة الأنعام آية: ١٢٥. ٢- سورة هود آية: ٣٤. ٣- سورة النساء آية: ٢٦. ٤- سورة المائدة آية: ٦. ٥- انظر مختصر منهاج السنة ص١٢١، شفاء العليل ص٢٨٠ - ٢٨١، شرح الطحاوية ص١١٦ - ١١٧.

1 / 143