Diraya
كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
Nau'ikan
فإن قلت: إن المنافقين أظهروا الشرك, فلعمري لقد اختلفت منازلهم, ولقد عاب الله طوائف منهم بغير شرك مما عاهدوا الله عليه, وإنهم ليعرفون الرحمن .
قال :{ يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبئهم بما في قلوبهم }(التوبة: 64) وقد تخلف متخلفون حسا فنسبوا إلى النفاق , ألا ترى أن بعضهم ندم حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت , ثم تاب الله على الثلاث الذين خلفوا .
وإنما النفاق اسم اتخذ نفقا يخرج به من الوفاء والإيمان إلى الخيانة والكذب بعد الإقرار بالكتاب .
وذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا أنه قال: " لا يقتل مؤمن بكافر ", عن أبي بكر الصديق , وعمر بن الخطاب رحمهما الله أنهما قالا :" لا يقتل الحر بالعبد " .
وذكروا أن عمر بن الخطاب قتل ثلاثة بامرأة كانوا قد اشتركوا في قتلها ثم قال: لو اشترك في قتلها أهل صنعاء لقتلتهم بها, ثم رجع إلى قوله (البقرة:178، 179) { كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والأنثى بالأنثى} إذا كان عمدا { فمن عفي له من أخيه شيء } فجعل ولي المقتول والقاتل أخوين في الدين إذا تاب وندم ورجع إلى الحق وأدى الدية ولم يسم كافرا.
يقول: عفى ولي المقتول عن أخيه القاتل فلم يقتله ورضا بالدية, رضي منه بالتوبة بعد ظلمه { فاتباع بالمعروف } يعني: ليطلب ولي المقتول الدية برفق . ثم قال للمطلوب { وأداء إليه بإحسان } يقول: يؤدي القاتل الدية من ماله إلى أولياء المقتول في غير مشقة ولا أذى { ذلك } يعني: العفو والدية { تخفيف من ربكم } قال: فإن حكم الله على أهل التوراة أن يقتل قاتل العمد ولا يعفى عنه, ولا يؤخذ منه الدية.
Shafi 99