فإذا أتى عرفات يوم عرفة يغتسل بالماء, ويصلي صلاة الأولى وصلاة العصر في وقت واحد , وفي ووقت الأولى , أو بين الأولى والعصر إن شاء مع الإمام , وإن شاء وحده , وفي جماعة مع أصحابه , ثم يقف مع الناس, فيكثر من ذكر الله والثناء عليه, والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم, والاستغفار لنفسه وللمؤمنين والمؤمنات, ويجتهد في الدعاء في طلب حاجته, وإن كان معه هدي فليهده .
قوله في سورة البقرة(الآية:199) :
{ ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } من عرفات , يعني بالناس في هذه الآية اليمن, وربيعة, وذلك أن الحمس قريش, وكنانة وخزاعة وعامر بن صعصعة, كانوا من أهل الحرم, وكانوا يقفون بالمشعر الحرام ولا يخرجون من الحرم, ولا يقفون بعرفات في الجاهلية, فأمرهم الله بالوقوف بعرفات والإفاضة منها فذلك قوله { ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس } يعني عرفات { واستغفروا الله }يعني لذنوبكم { إن الله غفور } يعني لذنوب المؤمنين { رحيم } بهم .
قال أبو الحواري :
إن الناس هاهنا هو النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن أكثر قولي وقول الأنبياء من قبلي عشية عرفة لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شيء قدير" .
عن ابن عباس قال: الجنة لكل تائب , والمغفرة لكل لازم لطاعة الله وواقف بعرفات .
قال: وكان أهل الجاهلية يفيضون من عرفات قبل غروب الشمس, فخالف عليهم النبي صلى الله عليه وسلم في الإفاضة, فأفاض منها بعد غروب الشمس .
فينبغي للإمام إذا غابت الشمس أن يفيض من عرفات, والناس معه يسيرون سيرا حميدا , لا يؤذون أحدا , وهم يلبون حتى ينزلوا بجمع وهو المشعر الحرام .
تفسير المشعر الحرام والذكر لله في تلك الليلة :
Shafi 79