16- تفسير آيات مشروعية الصوم وفضله وأحكامه والسحور
تفسير ما نسخ في الصوم الأول :
قوله في سورة البقرة(الآية:183-187): { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم } وذلك أنهم كانوا يصومون قبل شهر رمضان عاشوراء, فنزلت { كتب عليكم } يعني: فرض عليكم الصيام { كتب على الذين من قبلكم } يعني: على أهل الإنجيل أمة عيسى عليه السلام { لعلكم تتقون } يعني: لكي تتقوا الطعام والشراب والجماع بعد صلاة العشاء , وبعد النوم.
ثم قال: { أياما معدودات } يعني : أيام شهر رمضان { فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر } فكان كتب الله تبارك وتعالى علينا في أول الإسلام إذا غابت الشمس في شهر رمضان حل للصائم ما يحل للمفطر, فمن صلى العشاء الآخرة ونام قبل أن [أن يفطر] حرم عليه ما يحرم على الصائم بالنهار إلى القابلة , وهكذا كان كتب على الذين كانوا من قبلنا على أمة عيسى عليه السلام , فاشتد ذلك الصوم على المسلمين.
ثم إن عمر بن الخطاب صلى ذات ليلة صلاة العشاء الآخرة ثم واقع إمرأته ليجعل الله في ذلك رخصة للمسلمين , فلما فرغ ندم فبكى بكاء شديدا , وتضرع إلى الله , ورغب إليه بالدعاء .
فلما أصبح أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أعتذر إليك من نفسي هذه الخطيئة واقعت أهلي بعد العشاء الآخرة فهل تجد لي من رخصة, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم تك جديرا بذلك يا عمر , فرجع عمر حزينا.
قال: ورأى النبي صلى الله عليه وسلم صرمة بن أنس من بني عدي الأنصاري عند المساء , وقد أجهده الصوم، فقال له : مالك يا أبا قيس أمسيت طليحا؟
Shafi 60