Diraya
كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
Nau'ikan
قال: يكتب لكل بار وفاجر بكل سيئة سيئة, وبكل حسنة عشر حسنات للمؤمن إذا خرج من الدنيا تائبا, فإذا كان يوم القيامة ضاعف الله حسنات المؤمن, فذلك قوله: { إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما }(النساء:40).
وقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "تصدقوا ولو بشق تمرة".
وقال: تصدقت عائشة بثلاث تمرات, فقيل: يا أم المؤمنين إنكم لتصدقون بمثل هذا؟ قالت عائشة رضي الله عنها: إن في هذه التمرة ذرات كثيرة.
وقال: إنما نزلت هذه الآيات بعدما أنزل الله { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } (النساء:48) وهي الذنوب دون الشرك السيئات, يعني: مثقال ذرة خيرا يره ومثقال ذرة شرا يره, قال: { وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين }(الأنبياء:47).
فهؤلاء الآيات أشد من الأولى ويصدق كتاب الله بعضه بعضا ولا يكذب, وقال الله: { واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به إذ قلتم سمعنا وأطعنا } (المائدة:7) فنحن وأنتم ممن أقر الله بالسمع والطاعة ولزمته الحجة, فالله يسألكم عن هذه النعمة, وطالب إليكم شكرها، إذ يقول: { فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون }(الحجر:92-93) .
Shafi 161