Nazarin Akan Mazhabobin Adabi Da Zamantakewa
دراسات في المذاهب الأدبية والاجتماعية
Nau'ikan
والشاعر الذي ينظم في مسألة اجتماعية أو مسألة عامة، ولا يستقل بالتعبير الصادق في نظمه هو شاعر مقلد، وإن جاء في أحدث العصور.
والعمل الاجتماعي والعمل الفني كلاهما واجب، ولكن لا يفهم من ذلك أنهما عمل واحد، وأن الابتكار في هذا يستلزم الابتكار في ذاك.
على أن هذه المدرسة قد أطلقت الشعر من كثير من القيود وجددت شباب اللغة ووسعت نطاق الموضوعات، وكانت مرحلة في التجديد لا غنى عنها للانتقال إلى التجديد الفني بمعناه الصحيح.
وقد جاءت بعدها مدرسة الشعر التي نسميها مدرسة الابتكار المستقل أو مدرسة الحرية الفردية، وهي المدرسة التي ينطلق فيها شعور الفرد حيث ينطلق شعور الإنسان.
ويتجلى الفرق بينها وبين المدرسة التي سبقتها في ملامح كل قصيدة، وفي سمة كل ديوان، وفي ظهور «الشخصية الإنسانية» على كل موضوع يتناوله الشاعر، بعد أن كانت هذه الموضوعات عامة مشتركة لا يتميز فيها مقام عن مقام.
بنية القصيد
فقد أصبح للقصيدة اسم يعرف وبنية كالبنية الحية لا تسمح بتقديم بيت على بيت.
وقد كانت القصيدة قبل ذلك مجموعة من الأبيات لا تتسمى باسم، ولا تتميز بعنوان.
كذلك كان الشاعر يصف عشرين إنسانا في مقام التقدير أو مقام الرثاء، ولكنك تستطيع أن تنقل الأسماء بينها كما تشاء فلا تتغير الملامح ولا تتغير الأزياء؛ لأن الشاعر هنا كالطرزي الذي يصنع الملابس المجهزة لجميع اللابسين، وليس كالطرزي الذي يصنع لكل لابس كسوة محكمة لا تصلح لسواه.
وهذا الذي عنيناه بمدرسة «الفرد المستقل» في الشعر؛ لأن الشاعر من هذه المدرسة يعبر عما يحسه هو في كل حالة يتناولها بعاطفته وخياله، ولا يصدر عن المعاني العامة المشتركة التي لا تتميز فيها بين شخصية وشخصية، ولا بين مقام ومقام.
Shafi da ba'a sani ba